أشارت مصادر في وزارة تكنولوجيات الاتصال والنقل ل «الشروق» ان مسار تحرير قطاع الاتصالات في تونس متواصل من قبل المشغل الوطني «اتصالات تونس» ومن ناحية ثانية مواصلة فتح المجال الاتصالي المعني امام مساهمة القطاع الخاص بما يعزّز المنافسة ويُحسّن في جودة الخدمات ويضغط على كلفتها. وأوضحت مصادر «الشروق» ان التمشي المذكور قد وقع اعتماده بالنسبة للميادين الاتصالية التي تم فتحها للمنافسة في الفترة السابقة ويتعلق الامر كما هو معلوم بخدمات الهاتف الجوال وخدمات الاتصالات عبر الاقمار الصناعية من نوع فسات (VSAT) التي سيُعلن قريبا عن اسم المؤسسة التي ستفوز باللزمة المعلنة للغرض والتي ستتمكن تبعا لذلك من النشاط في اطار تنافسي مع اتصالات تونس في حقل جديد يتعلق بتراسل المعطيات وهي خدمة واسعة الانتشار بين المؤسسات الاقتصادية ومن الخدمات الحيوية التي تتميز بالضغط على كلفة الخدمات وجودتها والتي سيكون لها تأثير على النسيج الاقتصادي الوطني الذي ستشهد عدّة قطاعات به كالبنوك والمؤسسات المالية ومراكز النداء حركية وتطورا كبيرا. اقبال وأشارت مصادر «الشروق» أن لزمة تراسل المعطيات قد شهدت اقبالا فاق التوقعات بعد ان تم الاختيار على بنك اعمال هو مجمع دولي بقيادة المؤسسة التونسية «إيماك يونك» وبشراكة مع عديد الاطراف الدولية الهامة وأملت مصادر «الشروق» أن يتم الاعلان قبل نهاية السنة الجارية الاعلان عن اسم الشركة الفائزة. مجالات جديدة وحول ما دار من حديث مؤخرا حول اعتزام سلطات الاشراف فتح مجالات جديدة للمنافسة على غرار الجوال من الجيل الثالث (UMTS) وخدمات شبكات الاتصالات لتحديد المواقع عن بعد (GPRS) وخدمات الهاتف القار، أفاد المصدر المطّلع انه واحتراما لنفس التمشي تجري حاليا عملية تركيز باقة من المشاريع النموذجية (UMTS) ستمكّن في اطار تجريبي من توفير خدمات الجيل الثالث من الهاتف الجوال عبر هبات من كبريات الشركات الاتصالية العالمية وبمشاركة تنفيذية لعدة مؤسسات تونسية من بينها اتصالات تونس ومركز الدراسات والبحوث للاتصالات. وأكّدت نفس المصادر ان لزمة الهاتف الجوال من الجيل الثالث ستكون لزمة من الحجم الثقيل اذا ما استقر رأي الحكومة على الحاجة الى تركيز شبكة وطنية للجوال من الجيل الثالث تغطّي كامل تراب الجمهورية وامكانية فتح هذا المجال للمنافسة بالاستناد الى نظام اللزمة وهو ما سيتحدّد بصفة نهائية ورسمية في بداية سنة 2005 . يذكر أن تقنية الجيل الثالث للهاتف الجوال هي تقنية متطوّرة جدا وهي في بداياتها حتى في البلدان المتقدّمة وهي تتميز بالجودة العالية في الاتصال بطاقة كبيرة في تمرير الاتصالات (20 مرّة ارفع من طاقة الهاتف الجوال الحالي) كما سيمكن من الربط بشبكة الانترنات وتراسل الارساليات المكتوبة والصوتية وارساليات الفيديو بسرعة كبيرة وعالية كما أن هذه الخدمة تسمح بتسويق عديد الخدمات عبر الجوال مع امكانية ظهور خدمات متعددة على هامش وهو ما اثبتت التجربة المنجزة في بعض البلدان. تحرير أما في ما يخص خدمات GPRS والهاتف القار فإن الباب رسميا مفتوح من اجل تحريرها وعلى اعتبار الخدمات المذكورة هي من القطاعات الاستراتيجية التي تتطلب التقييم الدقيق قبل فتحها لمجال المنافسة وخاصة بالنسبة للهاتف القار الذي يرتبط الحديث عنه على الدوام بالحديث عن سوق كبيرة جدا خاصة وأن من أبرز الخدمات المسداة عبر الشبكة القارة (الانترنات) هي قطاع تنافسي هام ونجد به حاليا 5 مزودين من القطاع الخاص. وأشارت مصادر «الشروق» ان الرؤية ستتوضح في خصوص الخدمتين (GPRS والهاتف القار) خلال السنتين القادمتين (2005 و2006) على اعتبارهما سنتين محوريتين في اطار المسار التدريجي لتحرير القطاع الاتصالي. وأوضحت مصادر «الشروق» أن الافق في غضون سنة 2006 سيتميّز بوجود اتصالات تونس بمثابة المشغل الوطني متعدد الاختصاصات ينشط في مختلف فروع الاتصالات المتعارف عليها ومن جهة أخرى بتواجد منافس وحيد على الاقل من القطاع الخاص في كل فرع من فروع الاتصالات وهو ما يعني ان تحرير قطاع الاتصالات بكامله سيستكمل كل مراحلة في افق سنة 2006 . يذكر أن السوق الوطنية للاتصالات تشهد انفجارا كبيرا تترجمه الارقام المسجلة بكل وضوح فعدد المشتركين بشبكة الاتصالات قد ارتفع من 227 ألف مشترك فحسب سنة 1986 الى ما يزيد عن 4 مليون مشترك حاليا وينتظر ان تبلغ نسبة الكثافة الهاتفية في حدود 45 خطا لكل 100 ساكن على الاقل مع موفى السنة الحالية.