ينبض قلبها ويفيض حباً لكل الناس، رمز التدفق والعطاء، حساسة، خجولة، عاطفية، طيبة، قوية، مرنة ومتواضعة، أدت فأطربت وأفرحت وأبكت في آن واحد، صوتها مفعم بالشوق والحنين، تعابيره روحية، وجدانية وعميقة، أغانيها غاصت في نفوس المستمعين، يستمتع بصوتها وأدائها كل الأجيال، تطرب الصغير والكبير، تشدو بحب الوطن وغنت للحب والسلام، تجاوز صوتها وصيتها الحدود لتحظى بمكانة متميزة في قلوب الناس، فأحبها الجميع حتى دون معرفة شكلها، إذ سبق صوتها صورتها، وأصبح الجميع يرونها عميدة المغنيات المغربيات، ومن رائدات الأغنية المغربية بدون منازع، إذا غَّنت انتشلت جمهورها وحملته مسافات بعيدة عن الأرض، ليعانق عنان السماء، ينتشي بصوتها الشجي العميق الطروب، يتماهى مع ترنيماته الجذابة، ويعيش لحظات غير كل اللحظات هي الفنانة المغربية نعيمة سميح، ياك ا جرحي ...هذه قصتها تساءل الناس عن سر العمق في أغنية ‹›ياك أجرحي›› أو ‹›جريت وجاريت››، وهي الأغنية التي ذاع صيتها، وتعتبر من روائع نعيمة، تساءل الناس ما إذا كان للأغنية ارتباط بحالة معينة عاشتها نعيمة نظراً لما تضفيه عليها من حس مرهف، حتى أنَّها تَبكي وتٌبكي مرات عديدة خلال تأديتها بصوتها الشجي، أمام التساؤل روت للإعلام حكايتها مع أغنية جعلت اسمها يتجاوز الحدود: ‹›لقائي بأغنية (ياك أجرحي) جاء صدفة حيث التقيت بالأستاذ علي الحداني، بمدينة الرباط، وكانت الأغنية جاهزة ولم تكن معدة خصيصا لي بشكل مسبق، طلب مني غناء مقطع من كلماتها، وبعد ذلك اقترح علي أن أغنيها كاملة، وكان ذلك سنة 1975 فحفظت الأغنية خلال مدة زمنية لم تتعد 48 ساعة، وبعد 15 يوماً من تسجيل ‹›ياك أجرحي›› أصبت بمرض فقر الدم، ودخلت المستشفى، وكانت الصدفة أن تزامنت فترة مرضي مع فترة إذاعة الأغنية، فاعتقد الجمهور أن الأغنية أعدت خصيصاً لي، لأنها تصف معاناتي مع المرض، ومن ثم أصبح ارتباطي بهذه الأغنية شخصياً ووجدانياً لازمها المرض وذاقت مصائبه على مر عمرها الفني، وكان آخرها مرضاً أسكنها الفراش وتعافت منه، وفقدت أفرادا أعزاء من أسرتها كانت آخرهم أختها وصديقتها الإعلامية زهور سميح، فغنت لها أغنية ‹›شكون يعمر هذ الدار اللي خوتيها››، عاشت الحياة بمرها وحلوها، وأحلى فرحة نعيمة سميح ابنها شمس الذي تعتبره أجمل أغنية في حياتها، وشمس ابنها الوحيد، ويتبع خطواتها في مجال الغناء. صنعت نعيمة سميح اسماً لها على الساحة الفنية المغربية بموهبتها وجمال صوتها، وتركت بصمتها الراسخة باختيارها الدقيق للأغاني، إذ هي ترفض الغناء ما لم تكن مقتنعة بكلمات الأغنية، استناداً الى تجربتها الثرية التي منحتها معرفة بذائقة الجمهور، والقدرة على التمييز بين الجيد وسواه، وهي تعتبر جمهورها سماعاً وذواقاً، حيث ينتبه للكلمة واللحن الجيد والأداء، حسب تصريحها لإحدى القنوات المغربية، وبذلك فهي تحسب خطواتها جيداً قبل الموافقة على أي أغنية، وتؤكد أن المغني الناجح لم يعد ملك نفسه، بل هو ملك جمهوره لذا يجب مراعاة هذا الجانب. ياك ا جرحي غناء نعيمة سميح ياك أ جرحي جريت وجاريت حتى شي ما عزيت فيك واسيت وعالجت وداويت وترجيت الله يشافيك أجرحي واليوم اليوم تهديت انا بالي بيه ولا بيك؟ أنا جريت وجاريت وعييت وتهدّيت . --- إلا ف هذي حتى واحد ..... ما ينوب يالحبيب عليك حال ويلا باغي تعرف ..... زرني وتشوف بعينيك حال ما يخطر لك في البال ضعت أنا وباقي الخيال حالفة الأيام الغزال لا تعطي الطوع بلا بيك حرشت علي الأشواق مسلطات علي الحماق قالت لي هذا الفراق لا تنتظر شيء يرفق بيك يا مسكينة يا مسكينة حبيبك وحده اللي دواك الشافي عنده اليأخدك للجنة بيدو أو لجهنم يخليك --- كل ذا كنت نصيب دواه والصبر أنيا مولاتو آه كل ذا كنت نصيب دواه والصبر كان قلبي مولاه فراقك واعر حرت معاه ناره قياس الخير علي على الله واش هذي الخطوة ديرها كرم ونخوة فكني من هذ الدعوة البلياني الله لا يبليك قالو لي غير المكان جرب حاول تنسى ما كان ارحل خليهم في أمان اليوم لهم و غدا لك كان جوابي بسكاتي عرفوني واهبة لك حياتي في الماضي والحاضر والآتي وأنت تصرف ولا عليك .