مستشفى عزيزة عثمانة هو المستشفى الصادقي المخلّد باسمه الحالي للأميرة المصلحة عزيزة عثمانة . و أصل نسبته إلى منشئه المشير محمد الصادق باشا باي، أنشأه بأمر مؤرّخ في 20/1/1879 في القشلة أي الثكنة التي شيّدها من قبل حمّودة باشا الحسيني بجوار سوق البشامقيّة ومقام سيدي علي بن زياد والنهج المسمّى باسمه بتونس العاصمة، فحوّل مقرّها للعلاج بعد أن كان لسكنى العسكر التركي، على غرار قشلة نهج جامع الزيتونة التي آوت المدرسة الصادقيّة – المنسوبة إليه أيضا – قبل نقلتها إلى بنايتها الجديدة المعروفة حاليا بأعلى القصبة قبالة المستشفى. وقد جرى في عهد الصادق باي العمل بالتحفّظ الصحّي وهو نظام الكرنتينة المشتقّ من الأربعين يوما التي يقضّيها وجوبا الوافدون على البلاد من جهة البحر في مقرّ معزول حتّى يتمّ التأكّد من سلامتهم من الأمراض المعدية كالأوبئة . وقد واصل مجلس التحفّظ العمومي المكوّن للغرض عمله إلى ما بعد انتصاب الحماية الفرنسية، إذ أعيدت هيكلته سنة 1885 م. والجدير بالتذكير أنّ هذه المؤسسة الاستشفائية هي الوحيدة التي تكفّلت الدولة التونسية بإنشائها، خلافا للمارستانات الخيرية المعروفة منذ القديم، وكذلك في إطار سياسة التحديث التي انتهجها الوزير المصلح خير الدين باشا التونسي . البشروش (ت.) : موسوعة، ص 297 – 301. معهد باستور إثر انتصاب الحماية الفرنسية وبأمر عليّ مؤرّخ في 14 شوّال 1317 ه / 14 فيفري 1900 تأسس معهد باستور بتونس في الغرفتين المتصلتين بمبنى المراقبة المدنية في النهج المعروف باسمها والذي أصبح يسمّى نهج البنك، بين شارع روسطان (الحبيب ثامر حالياّ) وساحة المدرسة الإسرائيليّة . دعي له من فرنسا الحكيم أدريان لوار (Adrien Loir) ابن أخت زوجة باستور، سنة 1894م. كان مجرّد مخبر لتخمير الكروم تابع لإدارة الفلاحة، ثمّ اتّسع لأنشطة أخرى مثل مكافحة داء الكلب وإنتاج لقاح جنير (Jenner) ضدّ الجدري . ولأسباب مجهولة وبصفة مفاجئة غادر الحكيم لوار المخبر فكلّف بإدارته بالنيابة إدوار دوكلو، ودعي له الحكيم شارل نيكول في ديسمبر 1902. أعدّ منذ وصوله برنامجا لتطويره بدءا بالبحث عن قطعة أرض لمبنى جديد لائق. رفض العرض الأوّل ثمّ قبل في فيفري 1903 أرضا مقتطعة من المدرسة الفلاحية الاستعمارية ( المدرسة العليا للعلوم الفلاحية حاليّا) باعتبار العلاقة الإدارية بينهما . وكان المشرف مع أقدم أعوانه قاستون كاتويار (Gaston Catouillard) على أشغال المبنى التونسيّ الطراز إلى يوم التدشين في 3 ماي 1905. وانتدب له وللعمل معه نخبة من كبار الأطبّاء أمثال إرنست كونساي (Ernest Conseil) وألفريد كونور (Alfred Conor) وشارل كونت (Charles Compte) وألبيرهوسون (Albert Husson) وجورج بلان (Georges Blanc)، ذكر منهم كمال العريف واحدا وعشرين . كانوا الصفّ الأوّل المتصدّي لعديد الأمراض الخطيرة والأوبئة الفتّاكة في تونس مثل حمّى التيفوس وداء الكلب . واشتهر المعهد عالميّا عندما أسندت جائزة نوبل في الطبّ لسنة 1928 إلى مديره ومؤسّسه شارل نيكول. وقد قضى فيه أكثر من ثلاثين سنة باحثا ومعالجا إلى وفاته في 28 فيفري 1936. ودفن كما أوصى بميدعته البيضاء في سقيفة مدخل المعهد المفتح على الساحة الحاملة لاسمه (Place Pasteur)، وعلى رخامة قبره نقش لشجرتي تفّاح وزيتون متعانقتين رامزتين لمسقط رأسه بروان الفرنسية ولمثواه الأخير بتونس . وبعد الاستقلال تمّ توسيع المعهد بأقسام جديدة من الجهة الخلفيّة، وأطلق اسم شارل نيكول على الشارع المجاور وعلى أكبر مستشفيات العاصمة. العريف ( كمال) : معهد باستور من خلال سيرة شارل نيكول . – في : معالم ومواقع، ع 16، مارس 2005، ص 34 – 40 . HUET ( Maurice) : Le pommier et l'olivier / Charles Nicolle , une biographie ( 1866 – 1936) , Sauramps médical , 1995.