السنباطي بعد رحيل ام كلثوم غربت شمس ام كلثوم في 3 فيفري 1975,وسيطر حزن على الوطن العربي ...حزن شبيه بالحزن الذي غصت به الامة العربية حين غاب عنها جمال عبد الناصر ... كانت ام كلثوم اسطورة تعيش بين الناس في قلوبهم وكان جمال عبد الناصر صرحا فهوى ... وكان على الغناء ان يتابع مسيرته من دونها وعلى هدى من ابداعها تماما كما فعل الشعب العربي بعد عبد الناصر ... وكان رياض السنباطي اكثر الناس تاثرا,لقد زاد رحيل ام كلثوم في عزلته واعتكافه وغربته من العالم اذ لم يبق من رفاق العمر ورحلتهم الطويلة التي قطعوها معا سوى اثنين هو واحمد رامي ... لقد عاش السنباطي ستة أعوام أخرى فماذا صنع خلالها؟ انهى رياض السنباطي قبل وفاة ام كلثوم بعدة سنوات تلحين قصيد « نغم ساحر» لوديع الصافي، ولكن وديع لم يغنيه، فسجله رياض السنباطي بصوته. خرج السنباطي من عزلته بعد 3 سنوات على وفاة ام كلثوم وفريد الأطرش وبعد أشهر من العودة الى نشاطه فوجئ في مارس 1977 بوفاة عبد الحليم حافظ، فسيطر على الوطن العربي حزن شبيه بالحزن الذي فجعهم يوم رحل فريد الأطرش ومن بعده ام كلثوم أصيبت الحياة الفنية بأعز ما تملك بعد رحيل هذا الثلاثي الفني الكبير، فتوجهت الأنظار الى عملاقي الموسيقى محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي علهما يستطيعان شيئا أمام هذا البوار الذي أصاب الحياة الموسيقية والاغنية بالذات كان رياض السنباطي قد أعطى لسعاد محمد حتى سنة 1977ثلاثة اعمال من اهم اعماله. الاولى رباعياته المعروفة باسم اللقاء وقصيد « اذا الشعب أراد الحياة « للشاعر التونسي الخالد أبو القاسم الشابي والذي لحنه في مرحلة أولى الفنان والملحن اللبناني الشهير حليم الرومي وسجله بصوته قبل ان يعطيه لسعاد محمد، وقد أراد رياض السنباطي من وراء ذلك معارضة هذا اللحن ...وبعد ذلك كان قصيد « لقاء» للشاعر إبراهيم ناجي وسعاد محمد السنباطي الذي استغرقته حمى التلحين سجل بصوت سعاد محمد ايضا قصيد ابي العلاء المعري « غير مجد في مالتي واعتقادي» لحساب إذاعة لندن لانها لا تذاع الا منها عزيزة جلال التي دأبت على ترديد الحان فريد الأطرش لشقيقته اسمهان، لجات الى السنباطي لتدعم مكانتها الفنية بلحن من ألحانه فأعطاها قصيد « والتقينا» للشاعر مصطفى عبد الرحمان فحلقت فيها الى سماء السنباطي. يتبع