قبل مغادرته الوزارة نجح محمد زين العابدين وزير الثقافة في استكمال شبكة مراكز الفنون الدرامية والركحية التي بلغ عددها 24 مركزا على عدد الولايات اذ عوض مركز الفنون الدرامية بجربة مركز الفنون بتونس العاصمة. تونس (الشروق) انطلقت تجربة مراكز الفنون الدرامية والركحية سنة 1992زمن الوزير منجي بوسنينة وكانت المبادرة ا نذاك من مدير ادارة المسرح محمود الماجري وقد تم في البداية حل الفرق الجهوية وتركيز ثلاث مراكز اولى وهي الكاف وقفصة ومركز فن العرائس وفي سنة 1995تم تركيز مركز صفاقس وفي 2010 تم تركيز مركز مدنين وفي 2012 تم تركيز مركز القيروان وخلال تولي محمد زين العابدين تم تعميم هذه التجربة في كل الولايات. تعميم هذه المراكز مكسب إيجابي للجهات وهي ليست بديلا عن الجمعيات المسرحية المنتشرة في البلاد لكنها ستمكن هذه الجمعيات من فضاء للعمل وتدعمها تقنيا وفنيا وتفتح الابواب الهواة من المسرحيين لتطوير تجاربهم طبعا هذا في مستوى المبدإ لكن تجاوب المديرين الحاليين مع الجمعيات المسرحية والمسرحيين الهواة في جهاتهم مازال متفاوتا. معضلة القانون الاساسي وعلى اهمية هذا المكسب يبقى غياب القانون الاساسي عائقا حقيقيا اذ تصر وزارة المالية منذ ربع قرن على تمكين هذه المراكز من استقلاليتها المالية وهذا عائق اساسي لابد من تجاوزه وكان الحاق هذه المراكز بالمسرح الوطني على غرار التجربة الجزائرية واحدا من الحلول لكن لم يتم تطبيقه وحاليا تصرف ميزانيات هذه المراكز عن طريق المركز الثقافي الدولي بالحمامات باعتباره مؤسسة مستقلة اداريا وماليا لكن هذا الحل يبقى حلا مؤقتا ولابد من حل نهائي ينهي مشاكل وصعوبات هذه المؤسسات الثقافية التي سيكون لها دور كبير في نشر الثقافة المسرحية والدفاع عن المشروع التحديثي والاصلاحي لان المسرح هو فعل حرية اساسا. تفاوت اداء هذه المراكز الذي مازال بعضها لم ينطلق فعليا في الانتاج ظهر بوضوح في معرض مدينة الثقافة فبعض المراكز القديمة خاصة كان حضورها لافتا ولابد من الاستفادة من تجاربها حتى لا تتكرر تجربة الفرق الجهوية التي انتهت الى الفشل ومن بين اسباب فشلها غياب الاطار القانوني والتشريعي.