ينظم المركز الثقافي الدولي بالحمامات دار المتوسط للثقافة والفنون ندوته السنوية من 21 إلى 23 جويلية 2023، والتي تتزامن هذه السنة مع مهرجان الحمامات الدولي في دورته السابعة والخمسين. وأكد منسق الندوة الاستاذ طاهرالعجرودي في تصريح "للشروق أون لاين" أن الندوة تناقش هذه السنة عن كثب الأسس النظرية للهندسة الثقافية وعلاقتها بإدارة المهرجانات الفنية، حيث ستتاح للمشاركين الفرصة لمناقشة وتبادل الأفكار حول المناهج النظرية المختلفة التي تكمن وراء الفعل الفني، بالإضافة إلى استكشاف التحديات والفرص التي تواجه برمجة وإدارة المهرجانات الفنية في تونس وخارجها. وأشار العجرودي، إلى أنه سيتم تناول المواضيع الرئيسية خلال الندوة والتي تتمثل في نظرية الطقوس والأداء من خلال فهم كيفية تشكيل الطقوس والأداء للهويات الاجتماعية وخلق روابط المجتمع ونقل المعاني الثقافية، والبيئة الثقافية من خلال استكشاف العلاقة الديناميكية بين الثقافة والبيئة، وتعزيز الممارسات المستدامة والمسؤولية في إدارة المهرجانات الفنية، إلى جانب التراث الثقافي ودراسات الذاكرة من خلال إلقاء الضوء على أهمية الاستمرارية الثقافية ودور المهرجانات الفنية في الحفاظ على التراث الثقافي ونقل الذاكرة الجماعية،وكذلك التشاركية الثقافية والتي تتمثل في تعزيز الممارسات الثقافية الجماعية، ومنح الصوت للمجتمعات المهمشة وتعزيز التنوع الثقافي. هذا، وسيتم تناول موضوع نظرية المكان من خلال تفحص النظريات المكانية والعلاقة بين الممارسات الثقافية والأماكن الجغرافية التي تحدث فيها وتسعى لإلقاء الضوء على كيفية بناء وتشكيل الفضاءات والأماكن اجتماعيًا من خلال الأنشطة الثقافية، في سياق مهرجانات الفنون، حيث تسلط هذه النظرية الضوء على دور المكان الفعلي للاحتفال واستخدام الأماكن العامة، وتأثير التخطيط المكاني على تجربة المهرجان والمشاركة المجتمعية. هذا، وأضاف منسق الندوة ،أنه ومن خلال هذه الأسس النظرية، سيستفيد الأكاديميون والممارسون في مجال إدارة الثقافة والفنون من منظور متعدد التخصصات للهندسة الثقافية وإدارة المهرجانات الفنية، حيث سيبحثون في التقاطعات الممكنة بين الثقافة والمجتمع والاقتصاد والتنمية الحضرية، وتقديم أفكار وأطر للتخطيط والتنظيم والترويج الفعال للفعاليات الثقافية مستقبلا، ومن خلال الاستناد إلى هذه النظريات، يمكن للممارسين أن يتأملوا في مبادئ الهندسة الثقافية لتصميم مهرجانات فنية ديناميكية وذات مغزى تثري واقعنا الثقافي المعاصر وتحسن إدارة استغلال الموارد وتحقيق أهداف العمل الفني الأمثل ،مؤكدا أنه سوف يشتغل المشاركون من تونس وخارجها على مجموعة الرهانات التي تتمثل في الابتكار في برمجة الثقافة والفن، الاستدامة المالية والبيئية للمهرجانات الفنية،التعاون بين الفاعلين الثقافيين والمجتمعات المحلية،استخدام التكنولوجيا الرقمية في تجربة المهرجانات الفنية.وتحديات وفرص التنوع الثقافي في خصوصية المهرجانات الفنية. وأشار العجرودي إلى أن مؤسسة المركز الثقافي الدولي بالحمامات دار المتوسط للثقافة والفنون، تدرك جيدا التحدي الكبير وهي تفكر بصوت مرتفع في مستقبل المهرجانات الفنية وهي في خضم احتفالها بالدورة السابعة و الخمسين للمهرجان الحمامات العريق وما يحمله ذلك من مسؤولية توازي فيها النظري بالتطبيقي في تنفيذ فقرات المهرجان وسوف تكون ساعية مع مختلف شركائها لكي يكون مهرجان الحمامات منصة لا للعرض واستقبال الفنانين فقط بل للتفكير معهم مليا في مستقبل الاحتفال العمومي بماهو "مهرجان" كظاهرة فنية واجتماعية واقتصادية حيث تسعى هذه الندوة لتكون منصة فريدة لتبادل الأفكار واستعراض التجارب ومقارنتها مع الأكاديميين والمختصين من اجل جودة التخطيط والتنظيم والترويج للفعاليات الثقافية، بهدف خلق مهرجانات فنية متجددة تثري واقعنا الثقافي المعاصر.
