كل شيء هنا، في انقضاض على كل شيء الى حدّ أنّ القصيدة... لم تنج من باعة الريح والدخلاء الرديئين والشبهات الى حدّ فتح الحدود ل «مجرم شعر»... أذلّ القصيدة فاندسّ فيها... وأجبرها وهي عجفاء حدّ نتوء العظام على الرقص من أجله، لعموم المساكين من جنسه في عموم البلاد... على رفع هامتها وهي تأكل من ثديها (!) وعلى الالتفات الى المعجبين بها (!) وهي تعرض كل مساء، عليهم، مفاتنها المشتهاة (!) الى حدّ أنّ المغفّل سيدها في الحرام ... استلذّ الوقوع: عثورا على نفسه المطمئنة، في ما تهلهل منها... فصدّقها وهي خائنة ثم صدّق ما كان منه... صدّق عينيه وهو الذي مذ رأى النور لم ير صورته او قصيدته... في مرايا محدّبة او مقعّرة... للوقوف على ما به من عمى... عالجته القبيلة بالصمت عنه... لعلّ ابنها الفحل (!) يعدل عن غيّه فيتوب الى نبعه... تاركا للقصيدة حرية القفز منه الى غيره من شياطين هذا الزمان...