أربعة اعوام سجنا، هو منطوق الحكم الذي اصدرته احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة ضد شاب من مواليد 1981، قدم من احدى الجهات الداخلية فوجد نفسه متورطا في قضية تحويل وجهة فتاة باستعمال العنف. وقائع القضية دارت احداثها بين محطة الحبيب ثامر وشارع باريس بتونس العاصمة. المتهم في قضية الحال استقرّ بالعاصمة قادما من احدى الجهات الداخلية وكانت رحلته لأجل البحث عن شغل، لكن بحثه طال ورغبته تأخرت فلم يجد امام ضيق افقه ومحدودية وعيه غير الانخراط في عالم الاجرام، وكان صبيحة الواقعة يقوم بجولة تسكعية كالعادة، فجلبت انتباهه فتاة بمفردها في محطة الحبيب ثامر بالعاصمة، كانت تنتظر الحافلة، فتقدّم منها وبدأ بمضايقتها، الا انه وأمام تصديها له وإحساسه بالإهانة، تسلّح بسكين كان يخفيه بين طيات ثيابه واشهره في وجهها، وطلب منها ان تصطحبه غصبا عنها، فحاولت اقناعه بترك سبيلها الا انه تمسك بطلبه خاصة امام خلوّ المحطة الا من بعض المارة، ثم عمد الى وضع السكين في مستوى جنبها الايمن ثم تظاهر بأنه يحضنها وتوجه بها قرب حديقة ثامر المحاذية للمحطة وبقي ينتظر لحظات حتى قدمت سيارة اجرة من نوع تاكسي فأوقفها وصعد صحبة ضحيته من الخلف، وطلب من السائق ان يتوجه به نحو شارع محمد الخامس عن طريق شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، وكان سكينه أداة تهديد متواصلة للمتضررة ولم يتفطن سائق التاكسي الى ذلك، وانطلق حسب ما طلب منه الحريف، ومرّ عبر نهج روما، وبدخوله الى شارع الحبيب بورقيبة، اوقفهم الضوء الاحمر لإشارة المرور وكانت دورية امنية موجودة قرب الاشارة وعندما رأت المتضررة اعوان الامن دفعت الجاني بقوة ثم اطلقت عقيرتها للصياح طالبة النجدة، عندها طلب المتهم في قضية الحال من سائق التاكسي ان ينطلق بسرعة مهددا إياه بدوره بنفس السكين فلم يجد السائق غير التحيّل عليه والتظاهر بأنه بصدد الانطلاق بالسيارة وفجأة توجه نحو اعوان الامن وطلب نجدتهم مخبرا اياهم بالموضوع فتوجه اعوان الامن بسرعة نحو المتهم والقوا عليه القبض. وبالتحرير عليه لدى اقتياده الى مركز الشرطة لم يكن امامه غير الاعتراف بكامل تفاصيل جريمته خاصة امام القاء القبض عليه وهو بصدد تحويل وجهة المتضررة كما حجز لديه السكين فضلا عن شهادة سائق التاكسي. وبإنهاء الابحاث في شأنه تمت احالته على انظار احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس وباستنطاقه من قبل ممثل النيابة العمومية، تراجع عن اعترافاته التي ادلى بها أمام باحث البداية مدّعيا بأنه شاهد الفتاة بمفردها جالسة في انتظار الحافلة في محطة الحبيب ثامر، فبقي ينظر اليها ويقوم بمغازلتها بمعسول الكلام، فضحكت واضاف بأنها عندما ضحكت تقدّم منها ودعاها الى مشاركته شرب قهوة فلم تمانع لذلك استأجر سيارة اجرة (تاكسي) واتفقا على الاتجاه نحو شارع محمد الخامس إلا انه وبوصولها امام احدى الاشارات الضوئية بشارع الحبيب بورقيبة اطلقت عقيرتها للصياح دون مبرر. وبسؤاله عن السكين انكر ان يكون على علم بها الا انه وأمام شهادة المتضررة وشهادة سائق التاكسي ووجود المحجوز اعتبرت النيابة العمومية ان انكاره غير مبرر وانه انكر للتنصل من المسؤولية واصدرت وفقا لذلك بطاقة ايداع بالسجن ضده الى حين عرضه على المحاكمة. وقد وجّهت له النيابة العمومية تهمة تحويل وجهة فتاة باستعمال العنف والتهديد بسلاح ابيض واحيل بمقتضى ذلك ملف القضية على انظار دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس، التي ايدت قرار ختم الابحاث ووجهت له نفس التهم واحالته حسب نصوص الاحالة على احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة لمقاضاته من اجل ما نسب اليه. وبمثوله امام هيئة المحكمة رفض ما سجل عليه لدى باحث البداية وتمسك بأقواله التي ادلى بها امام قاضي التحقيق مؤكدا ان المتضررة زعمت الضرر وانها كانت متوجهة معه بمحض إرادتها، وقد ايده في تصريحاته محاميه الذي طلب ببطلان الادعاء والقضاء بشأن منوّبه بعدم سماع الدعوى، مشككا في تصريحات الشاهد والمتضررة. النيابة العمومية طالبت بالمحاكمة وفقا لنصوص الاحالة وللتهم المنسوبة الى المتهم. وفي الختام قررت المحكمة القضاء في شأنه بالسجن لمدة اربع سنوات.