ينتقل بنا الرحالة محمد التونسي في الحلقة الجديدة من قصة اقليم دارفور الى حياة السكان والملوك في لباسهم وسلوكهم، وطريقة عيشهم. ويبدأ الكاتب حديثه بالقول: «وأما زيّهم في الملابس فاعلم ان بلادهم في الحرارة بمكان عظيم ولشدة حرها لا يمكنهم ان يلبسوا الا الثياب الخفيفة، لكن يتفاوتون في ذلك فالاغنياء يلبسون الثياب الرفيعة جدا بيضاء كانت او سوداء وأما الفقراء فإنهم يلبسون ثيابا خشنة». وعموما، فالغني سلطانا كان او وزيرا او ملكا، يلبس ثوبين وسراويل وعلى رأسه طربوش، وباقي الناس لا يلبسون الا ثوبا واحدا وسراويل وملحفة وعلى رؤوسهم «طاقية» بيضاء او سوداء واما النساء فيلبسن مئزرا في اواسطهن يسمى في عرفهم: الفردة. ثم الأبكار يلبسن فوطة صغيرة على صدورهن يقال له: الدرّاعة، وهي لبنات الأغنياء تكون من حرير او اقمشة أخرى. واذا تزوّجت البكر لبست إزارا كبيرا يسمى في عرفهم: الثوب وهو عبارة عن ملاءة تلتف فيها المرأة، ثم هو على قدر مقامات الناس في الغنى والفقر.