بعد الفشل في اخماد المقاومة وانكشاف كذبة اسلحة الدمار الشامل وفضائح «أبو غريب» قرّرت الولاياتالمتحدة عبثا العودة مجددا الى الوعود التي قطعتها على نفسها ذات يوم بتحويل العراق الى واحة من الحرية والديمقراطية من خلال ادعاءاتها باجراء انتخابات في العراق... ومنذ أن استلمت حكومة علاوي المؤقتة مقاليد الحكم اصبحت الانتخابات بمثابة «الحلم» الذي يراود هذه الحكومة والاحتلال عساها تخفف بذلك من مأزق المحتل الامريكي في العراق وتؤدّي بالتالي الى انقاذ ما يمكن انقاذه من مشروع الاحتلال الذي بات مهدّدا بالانهيار... ولأن العراقيين يدركون أكثر من غيرهم النوايا الحقيقية التي يبيّتها المحتل وعملاؤه فقد رفضت قواهم الوطنية «اللعبة» من اساسها وقرّرت معظم هذه القوى مقاطعة هذه الانتخابات حتى ان عددا من المسؤولين والوزراء في حكومة علاوي لم يخفوا ضيقهم حيال التصميم الامريكي على اجراء انتخابات «ناقصة» وغير امنة في نهاية واحد من اكثر الشهور دموية... وفي ظل واقع لا تزال فيه الكلمة الاخيرة للمقاومة التي تؤكد من يوم لاخر انها لا تأبه لخدع الادارة الامريكية التي ترتدي في كل مرّة «قناع» الديمقراطية والتحرير في محاولة للتظاهر بأن سلوك الاحتلال قد تغيّر بينما يشهد الواقع بغير ذلك ويؤكد ان المحتل لا يزال هو نفسه... مباشرا او مقنعا... ومثل هذه الوقائع انما تؤكد في الحقيقة ان الانتخابات واستقلالية الارادة في العراق ليست الا مجرّد وهم وقناع ذلك ان الحرية والاحتلال خطان متوازيان لا يتلقيان الا في ذهن الادارة الأمريكية التي تصر على التجديف ضد التيار وترفض انهاء معاناة الشعب العراقي ووقف حمام الدم الذي تؤكد عدة مؤشرات أن دائرة حريقه في اتساع وأن شظاياه باتت تهدد المنطقة بأسرها بانعدام الأمن والاستقرار وتفتح أمامها أبواب المجهول على مصراعيها... وبعد كل هذا أفلا يؤكد الواقع اليوم أن العراق دخل مرحلة جديدة من الاحتلال قد تكون المرحلة الأكثر تعقيدا وتنذر بأنها ستكون أكثر دموية ومدخلا اضافيا للفوضى لا يستبعد أن تتحول الى حرب أهلية... خصوصا بعد انكشاف ما بقى مستورا من خدعة العملية الانتخابية!؟