رام اللّه القدسالمحتلة (وكالات) أمر أمس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أجهزة الأمن بوضع حدّ لقصف المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة في محاولة للإبقاء على «الهدنة» المعلن عنها في قمة شرم الشيخ. وردّت المقاومة الفلسطينية منذ مساء أول أمس على استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف مكثف للمستوطنات والتحصينات الصهيونية في القطاع. وأمطرت حركة «حماس» وفصائل أخرى من المقاومة الأهداف الصهيونية في القطاع بقذائف الهاون والصواريخ ردّا على الانتهاك الاسرائيلي لوقف اطلاق النار المعلن في شرم الشيخ وللتهدئة الميدانية السائدة منذ أيام.. وجاء قصف المستوطنات والمواقع العسكرية في القطاع ردّا مباشرا وفوريا من جانب المقاومة على استشهاد فتحي أبو جزر في رفح وحسن العلمي (وهو ناشط من حركة حماس) في خان يونس. المقاومة تردّ وتحدث الجيش الاسرائيلي عن سقوط عشرات قذائف الهاون الليلة قبل الماضية وصباح أمس على مستوطنات جنوب القطاع. واعترف مصدر عسكري اسرائيلي بأن القصف أدى الى أضرار في بعض المباني وفي بيوت زراعية. وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري ل»حماس» انها أطلقت 21 قذيفة هاون وصاروخ «قسام» على مستوطنتي «موراغ» و»عتصيونا» وعلى موقع «تل زعرب» برفح. كما شمل القصف مستوطنات «نفيه ديكاليم» و»غاديد» و»نيتسر حزانى» في محيط خان يونس. وجاء في بيان كتائب القسام أن القصف كان ردا على الجرائم الصهيونية التي لم تتوقف مشيرا بالتحديد الى سقوط شهيدين أول أمس الأربعاء. وبالتوازي مع هذا القصف المكثف الذي تبنّته «حماس»، أكدت فصائل أخرى من المقاومة بينها ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية، للجان المقاومة الشعبية انها ستكون في حلّ من التهدئة في حال لم يلتزم بها الجانب الاسرائيلي. عودة الى البداية وأعادت الاعتداءات الاسرائيلية (التي امتدّت كذلك الى الضفة الغربية)، وما أعقبها من ردّ من جانب المقاومة، الوضع الميداني الى ما كان عليه قبل الاعلان عن وقف اطلاق النار في قمة شرم الشيخ. وفي محاولة للإبقاء على الهدنة المعلنة (على الورق)، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس تعليمات «صارمة» لأجهزة الأمن الفلسطيني للتصدّي للمقاتلين الفلسطينيين الذين يطلقون القذائف والصواريخ على المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية. وجاء في بيان صادر عن مكتب أبي مازن أن «الرئيس محمود عباس أصدر تعليمات مشددة لقوى وأجهزة الأمن لتحمّل مسؤولياتها كاملة لمواجهة أي خروج عن اتفاق التهدئة حرصا على مصلحتنا العليا وحقن دماء شعبنا». وقال مكتب عباس الذي يلتقي اليوم في غزة ممثلي الفصائل انه أصدر هذه التعليمات لأجل عدم اعطاء الكيان الاسرائيلي أية ذرائع لمواصلة العدوان والحصار. وتابع البيان أن القيادة الفلسطينية تؤكد التزامها الكامل بالتهدئة مع القوى والفصائل وبتفاهمات شرم الشيخ. وبعد ساعات من صدور هذا البيان، أعلنت مصادر رسمية فلسطينية أن محمود عباس أقال عددا من مسؤولي الأمن الفلسطيني بينهم اللواء عبد الرازق المجايدة قائد قوات الأمن الفلسطينية واللواء صائب العاجز قائد الشرطة وقائد الأمن الوطني في جنوب قطاع غزة اللواء عمر عاشور. وقال مصدر فلسطيني أن قوى الأمن الفلسطينية في القطاع وُضعت في حالة تأهب لمنع المزيد من الهجمات على المستوطنات. وفي مقابل تحرّك محمود عباس باتجاه استخدام قوات الأمن لمنع الهجمات الصاروخية والمدفعية على المستوطنات والمواقع العسكرية في قطاع غزة، جمع أمس رئيس الوزراء الصهيوني أعضاء حكومته الأمنية المصغرة لبحث التطورات الميدانية، وتحديدا قصف المستوطنات. ووصف شارون هذا القصف بأنه انتهاك لوقف اطلاق النار مطالبا بوضع حدّ له، في وقت قرّرت فيه حكومته ارجاء اجتماع كان مقرّرا أمس الخميس بين الوزير الفلسطيني صائب عريقات ومدير مكتب شارون الى السبت أو الأحد المقبلين.