جددت مجموعة من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي دعوة لحكومة الرئيس جورج بوش لبدء التخطيط لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق. فقد دعا ثمانية وعشرين نائبا من أشد النقاد للاحتلال الأمريكي في العراق، في مشروع قرار تقدموا به الى الرئيس بوش إلى تطوير خطة لإنهاء ما اسموه «المغامرة العسكرية المؤسفة» وقالت العضوة الديمقراطية لين وولسي إنه في الوقت الذي أظهر فيه العراقيون شجاعة في الإدلاء بأصواتهم في 30 جانفي، فإن إطالة أمد وجود القوات الأمريكية من شأنه أن يصعد المقاومة، وأضافت «إن الانتخابات العراقية تظهر أن العراقيين مستعدون لإدارة شؤونهم الخاصة بهم، ولهذا السبب فإنني أعتقد أن هذا الوقت هو الوقت المناسب لتطوير وتنفيذ خطة لإعادة قواتنا إلى بلادها وإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق بأسرع وقت ممكن.» وقالت إنها وآخرين غيرها لا يتبنون «تخفيضا واستراتيجية هروب»، ولكنهم يقولون إن شرعية الانتخابات قد قوضت باستمرار هجمات المقاومة، وبحقيقة أن قوات الاحتلال العسكري موجودة في العراق. ويحث أعضاء الكونغرس بوش على تطوير وتنفيذ خطة من أجل البدء بالانسحاب الفوري للقوات الأمريكية وخطة لإعمار البنى التحتية المدنية والاقتصادية في العراق. كما أنهم يحثون على عقد ما يصفونه بإجتماع طارئ تشارك فيه الحكومة العراقية المؤقتة والدول المجاورة للعراق والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لإيجاد قوة حفظ سلام دولية. وقال النائب الديمقراطي جيم ماكديرموت «إننا إذا لم نغادر فسنظل مستفزين لرجال المقاومة، وعندما نخرج، فإنه سيكون عليهم التعامل مع بعضهم البعض كعراقيين، وهذا ما ينبغي أن نتحرك باتجاهه.» ورغم أنهم يشكلون نسبة مئوية صغيرة من إجمال الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب البالغ عددهم 201 نائبا، فإن النواب الثمانية والعشرين يريدون من لجنة العلاقات الدولية في المجلس عقد اجتماع حول مشروع القرار في ضوء استبعاد الرئيس بوش تحديد أي جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق. ولا يقتصر الحديث عن سحب القوات الأمريكية على الديمقراطيين، إذ أن العديد من الشخصيات الجمهورية البارزة لا تخفي تأييدها لذلك، فعلى سبيل المثال أعرب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر في حديث له في هيوستن مؤخرا عن قلقه من أن «أي مظهر لاحتلال دائم من شأنه أن يقوض التأييد المحلي هنا في الولاياتالمتحدة، ويخدم بصورة مباشرة أولئك الذين يتهموننا في الشرق الأوسط بأن لنا مخططا إمبرياليا-مهما كانوا على خطأ.»