في حوار مع مجلة «المجلة» اللندنية أبدى الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد آراء طريفة وجريئة في النقد والجامعيين، نقتطف منه ما يلي: * بعد جفوة طويلة بينك وبين الشاعر المنصف المزغني وبعد سجال طويل بينكما، يبدو أنكما دخلتما مرحلة تطبيع العلاقات؟ لا ليس تطبيعا، فخلافنا كان حول بيت الشعر والطريقة التي عاملني بها، وليس لأي أسباب أخرى. فمنصف المزغني أتى الى إدارة بيت الشعر بعد أن اختلفت مع وزارة الثقافة عام حول طريقة تنظيم ملتقى الشعر العربي بمناسبة إعلان تونس عاصمة ثقافية. كان رأيي ان وزارة الثقافة هي الاجدر والاولى بتنظيم الملتقى الشعري المذكور ولكن الوزارة كان لها رأي آخر، فاتت بمعلمين ومدرسين من الجامعة ليتولوا تنظيم الملتقى. والنتيجة أن هؤلاء الذين تم تكليفهم بالمهمة حوّلوا المتلقى الى مهرجان مدرسي، عوض أن يكون مهرجانا حقيقيا للفن، لذلك رأيت في موقف الجامعيين الذين أشرفوا على الملتقى مؤامرة ضد مؤسسة «بيت الشعر»، وأنا كنت ولازلت ضد الرؤية المدرسية للثقافة. طبعا وبعد موقفي هذا جاء المنصف المزغني وتسلم ادارة «بيت الشعر» وكان يمكن أن يأتي شاعر آخر، وبقينا مدة خمس سنوات لا يكلم أحدنا الآخر لاسباب عديدة من بينها أنه استكتب ضدي في العديد من الصحف. أما اليوم فأنا نسيت بيت الشعر ولا أرغب في العودة لهذه المؤسسة. * لماذا تصر في كل مناسبة على التهجم على الاكاديميين، خاصة من اختص منهم في النقد الادبي؟ أنا أعتبر رأي سائق تاكسي أو بقال أو بائع خضر أهم من رأي بعض النقاد الجامعيين. فأنا أكتب للناس، والقارئ بالنسبة لي غير معروف الملامح، فقد يكون مثقفا أكثر من الشاعر نفسه، وقد يكون شاعرا أكثر من الشاعر ذاته. فالقارئ لا نعرفه وليست له مواصفات محددة، في حين أن الناقد الجامعي يتصور ويصر على أن للقارئ مواصفات محددة لذلك تحول النقاد الجامعيون الى وعاظ يعلموننا كما لو كنا في مدرسة، في حين أن الكثير منهم يجهلون الفوارق بين القصيدة الموزونة والقصيدة غير الموزونة. وإني أطالبهم في البداية بتفسير النص الشعري ثم المرور بعد ذلك لتأويله وليس العكس.