إذا سألتني عن الحالة في أي قطاع كان. وكان جوابي من قناعة الناس أجمعين بأن الحالة «في حويلة» وأكدت لك أن «الحالة حليلة» أيضا. وتراءى لك الوضع «بقري» بخور خواره فلا تستغرب من كثرة السكاكين عند سقوط البقرة ولا من عواء الذئاب ولا من عقعقة الغربان. ولا من نباح الكلاب إن ماتت جيفة. أما إذا قلت لك إن الحالة معقولة فلا تذهب بعيدا فالوصف معقوله عندي هو من العقلة والاعتقال لا من العقل باعتبار أن كل ما بالحالة ليس معقولا عند كل ذي عقل حتى وإن لم تبق هذه الحالة بيننا من له عقل. فلا تسأل عن الطرق ولا عن قطاعها قلّوا أم كثروا. فدعهم معتصمين فيها مادامت كل الطرق تؤدي إلى روما وتحديدا إلى لامبادوزا. وفي ما عداها «فطريقك مسدود مسدود يا ولدي». أما إذا سألتني عن مخرج من الحالة «الحويلة» والحالة «الحليلة» هل تستقيم بفتح الأبواب أمام الأحزاب؟ أم بتعديل «المنقالة» في توقيت العدالة؟ أم بضبط المقاييس في موازين البوليس؟ أم بفرض ازدواجية «الزلاّط» والانضباط؟ أم برضا أولاد الحومة على الحكومة؟ أم بتوزيع المال على «أولاد الحلال»؟ أم بالقيل والقال؟ أم بالاعتصام بحبل الاعتصام والسلام؟ إذا سألتني عن كل هذا فلا تعتصم احتجاجا عليّ إن قلت لك لا جواب عندي لمخرج من هذا القبيل سوى بثورة على الراكبين على الثورة أكان الركوب طمعا أم نكالة فيها. ولا درب غير هذا الدرب يا رفيق الدرب وفي ما عداه «فطريقك مسدود.. مسدود.. مسدود.. يا ولدي».