اعتدى عون صحة مكلف بخدمة التصوير بالأشعة بمستشفى الأغالبة بالقيروان على مراسلنا الصحفي بالقيروان (ناجح الزغدودي) مساء الخميس الماضي 18 أوت وافتك منه آلة التصوير وهشمها على الارض ثم استولى على بطاقة الذاكرة التي تتضمن صورا وتسجيلات منها ما هو عائلي، وذلك عندما توجه اليه بالسؤال حول سبب رفضه تقديم خدمة لاحد المرضى المصابين وهو في حالة خطيرة. عون الصحة (في العقد الخامس) وهو مسؤول عن قسم الاشعة بوحدة الأغالبة للجراحة والاستعجالي بالقيروان. حضر لديه مريض في العقد السابع من عمره وأصيل سيدي بوزيد، تعرض إلى حادث مرور وتمت إحالته من قبل مستشفى حفوز (القيروان) إلى وحدة الإستعجالي من اجل إجراء الفحوصات اللازمة. ورغم أنه تم قبول المريض الذي نقلته سيارة الاسعاف التابعة لمستشفى حفوز، وتسجيله بالقسم وتسليمه ورقة من اجل التمتع بالعلاج (التصوير بالأشعة) الا أن المسؤول عن قسم الأشعة رفض تمتيعه بالخدمة بدعوى أنه «غير خالص». ورغم تدخل زملائه الممرضين وناظر قسم الاستعجالي الذي كنت برفقته لاجراء حوار صحفي، من اجل اقناع عون التصوير بتقديم الخدمة للمريض نظرا لكونه لا يمتلك المال في الوقت الحالي، لكن العون تمسك برفضه. ونظرا لتواجد مراسلنا الصحفي على عين المكان، فقد استنجد به زملاء العون بالمستشفى وسائق سيارة الاسعاف من اجل تغطية ما حدث والقيا م بواجبه المهني ونقل الخبر مستنكرين رفض العون تقديم الخدمة للمريض. واستجابة منه لواجبه المهني، توجه مراسلنا إلى مكتب الأشعة اين وجد المريض ممدّدا على الفراش وطلب منه العون مغادرة القاعة دون أن يتمتع بالخدمة وادخل مريضا آخر. توجه الصحفي إلى المريض ببعض الأسئلة مستخدما آلة تصوير (كاميرا) من اجل توثيق الحادثة كشاهد إثبات وفق ما تقتضيه الحرفية والقيام بتحقيق صحفي حول جودة خدمات المؤسسة الصحية وظروف العمل بعد الثورة، فبين له المريض أنه قادم من سيدي بوزيد إلى حفوز وأنه تعرض إلى حادث مرور وأنه لا يملك المال للعلاج وهو سبب عدم تمتيعه بالخدمة. وقال الشيخ انه أثناء قبوله في حفوز تكفل مواطنون بدفع ما يلزم للتسجيل، لكنه لم يجد من يدفع عنه (40 دينارا) من أجل خدمة التصوير هذه المرة وقال سائق سيارة الإسعاف إنه تم قبوله في المستشفى رغم عدم امتلاكه المال على أمل أن يتمتع بالعلاج في انتظار قدوم أقاربه ليدفعوا عنه المال. وتساءل الشيخ المصاب الذي لم يكن يقو على المشي، ما مصير من لا يملك المال في هذه البلاد ويتعرض إلى حادث مرور... هل يموت؟ بعد الاستماع إلى اقوال المريض والممرضين، وبناء على حق الرد الذي تقتضيه الموضوعية والحياد، توجه الصحفي إلى العون المسؤول عن قسم الأشعة بالمستشفى واستفسره عن سبب عدم تقديم الخدمة للمريض بعد أن قدم له بطاقته الصحفية. فلم تكن إجابة العون سوى أنه لوى يد الصحفي الممسكة بالكاميرا ثم افتك الكاميرا والقى بها على الأرض لتتحطم بشكل كلي وتتناثر قطعا. ولم يتوقف عند هذا الحد بل عمد إلى الاستيلاء على بطاقة الذاكرة أثناء توجه الصحفي إلى ناظر القسم لإعلامه بما صدر من عون الصحة. لم يقم زميلنا الصحفي بأية ردة فعل وفق ما افاد به واتصل بأعوان الأمن الذين حضروا على عين المكان واستمعوا إلى تفاصيل الواقعة كما استمعوا إلى الاعتداء اللفظي الذي واصل العون الصحي توجيهه للصحفي من قبيل «اقلب منظرك» وقوله «أنت بهيم ما تعرفش تخدم» و هدده بالقول «توه نوريك» وما «ما عندك ما تعملي برة اشكي» وسط حضور عدد من الممرضين والمرضى وحضور عوني الأمن بالزي المدني. كما واصل العون الاحتفاظ ببطاقة ذاكرة الكاميرا التي استولى عليها وهي تتضمن فيديو للحادثة وصورا صحفية إلى جانب صورا شخصية للعائلة. بيد القضاء وعلى إثر ما تعرض له زميلنا توجه إلى مركز الاستمرار للشرطة بالقيروان وقدم شكوى في الغرض مستظهرا بآلة التصوير المهشمة التي عاينها رئيس المركز. وطالب بتتبع المعتدي عدليا من أجل منع صحفي من القيام بواجبه رغم حصوله على ترخيص من قبل مدير المستشفى وناظر القسم كما استظهر ببطاقته الصحفية وما تعرض له من اعتداء مادي ولفظي ومعنوي وتهشيم آلة التصوير التي لا يحق لاي كان أن يلمسها لأنها أداة العمل وملك شخصي. وينتظر أن يتم استدعاء المعتدي للاستماع إلى أقواله. هذا وقد تدخلت جمعية الصحفيين بالقيروان من اجل مساندة زميلهم وهو نائب رئيس الجمعية ونددت بما حدث على مختلف مواقع الانترنيت ووسائل الإعلام الالكترونية والمكتوبة. ونطالب من جهتنا بأن يتم التحقيق بجدية في هذه الواقعة التي تمس من حرمة العمل الصحفي ومن حرية الإعلام. وهو اعتداء مجاني مرفوض ونطالب بحماية اكبر لزملائنا الصحفيين العاملين على الميدان من الاعتداء مهما كان شكله أو مصدره.