الوضع الصحي في كامل ولاية القيروان يشكو من علل كثيرة بمختلف المراكز الصحية والمستشفيات المحلية وبالمستشفى الجهوي اليتيم في جهة شاسعة واسعة ممتدة مثل ولاية القيروان يدخلها سنويا آلاف المرضى فلا يجدون العلاج الشافي والطبيب الكافي لان القطاع ببساطة عليل. أحد أبرز النقائص التي تشكو منها مستشفيات ولاية القيروان هي سيارات الإسعاف. سواء بسبب نقص السيارات او لسوء تجهيزها او لغياب نجاعة تدخلها وكذلك بسبب اهترائها والاستغناء عنها. فسيارات الإسعاف التابعة لكافة مستشفيات الجهة (9 محلية ومستشفى جهوي) هي قليلة العدد كثيرة العطب وهي تقتصر على دور نقل المرضى من اجل إجراء تصوير طبي تفتقر اليه المستشفيات المحلية. وسيارات الاسعاف هذه في حال يرثى لها سواء تنقلنا عبر بوحجلة او السبيخة او نصر الله (جديد) أو الوسلاتية (جديد) او حفوز او العلا... وقد تعرضت معظمها الى اعطاب وسط الطريق وهي تقل مرضى. فتتوقف وسط الطريق فجأة وهي تقل امراة بصدد الوضع او تنفجر اطارات بعضها كما حدث مع سيارة اسعاف تابعة لمستشفى حاجب العيون منذ مدة. فهذه السيارات مهترئة كثيرة العطب مهملة وسط المستودعات. ولو يدخل الضوء الى مستودع مستشفى ابن الجزار فسيكشف عددا كبيرا من السيارات العليلة المركونة بلا عمل. وأعدادها اكبر من السيارات التي تشتغل على الميدان. فمثلا مستشفى حفوز تتوفر به 4 سيارات إسعاف واحدة منها فقط تصلح للعمل. اما البقية فهي محالة الى التقاعد. نقص وفقر وللإشارة فان الحديث عن سيارات الإسعاف المتوفرة لا يعني انها مجهزة بالتجهيزات الطبية اللازمة وبالإطار شبه الطبي الضروري. فمعظمها يفتقر الى قارورة الاكسيجين والى السرير وان توفر فهو بال. اما الإطار شبه الطبي فقلما يتوفر ليرافق مريضا بسبب نقص الاطارات وكثيرا ما يتكفل سائق سيارة الإسعاف بنقل مريض من مستشفى محلي من احدى المستشفيات الفقيرة، لان مهمة هذه السيارة هي نقل المريض من اجل إجراء فحص او تصوير بالأشعة في قسم الأغالبة بالقيروان. ويحيلنا الحديث عن سيارات الاسعاف الى استدعاء وحدة النجدة والانعاش المتنقلة بمستشفى ابن الجزار بالقيروان. فسيارة الاسعاف المجهزة طبيا بجميع التجهيزات وباطار طبي وشبه طبي قار يعمل بالتناول رغم وجود نقص، ليست في المتناول وليست متاحة ولا متوفرة لعديد الأسباب التقنية ما يجعلها وحدها غير كافية. ومثل هذه الوحدة المتنقلة طالبنا بها منذ سنوات لتغطي حوادث المرور القاتلة التي تحدث على مداخل ولاية القيروان وبالمعتمديات. وذلك نظرا للمزايا الطبية التي يمكن ان تقدمها. غير ان عمل وحدة النجدة لم يبلغ مستوى الانتظارات. فهو من جهة مقيد بأوامر مستشفى سهلول بسوسة نظرا لكون هذه الوحدة القيروانية مرتبطة ب «سامو» سوسة ومركز النداء (190) موجود في سوسة. وان تم الاذن للوحدة بالتنقل فانها تصل متأخرة مقارنة بتدخل سيارة اسعاف تابعة للحماية المدنية مثلا. الأمر الثاني هو انه امام نقص سيارات الإسعاف وغياب التجهيزات عنها، فان وحدة النجدة أصبحت تتدخل في المهمات الثانوية وتعوضها بدل ان تتدخل عند الحاجة. وكثيرا ما تتنقل هذه الوحدة مسافة كبيرة او تبيت بمستشفى سهلول او غيره وهو ما يجعلها خارج الخدمة يجعلها محل انتقاد وحضورها غير ملحوظ على الميدان اي أثناء الحوادث فيقتصر دورها على نقل المرضى من مصلحة الى مصلحة. وتقوم بدور سيارة اسعاف كان يفترض ان تكون متوفرة بمستشفى ابن الجزار الذي طالب المواطن والاطباء ان يصبح جامعيا دون جدوى. الامر الثالث الذي يعطل عمل سيارات الإسعاف ويجعلها تتنقل في حلقة مغلقة هو انفصال وحدة الإستعجالي والجراحة عن مستشفى ابن الجزار. فنجد قسم الانعاش في مكان والسكانار في مكان آخر ومركز الدم في مكان وغرف الجراحة في مكان آخر وبينهما تتنقل سيارات الاسعاف المهترئة المعطبة غير المجهزة جيئة وذهابا وبينها يتضرر المرضى ويفارق بعضهم الحياة مثلما حصل. جميع المستشفيات المحلية والجهوية بالقيروان تحتاج الى تعزيز وتجديد أسطول سيارات الاسعاف وتوفير سيارات من الصنف الاول تكون مجهزة. وثانيا تعزيز عمل وحدة النجدة بتوفير سيارات إضافية امام ما تعرف به الجهة من كثرة حوادث المرور آخرها في شهر رمضان وفاة 5 شبان في يوم واحد.