من نعم الله على بلادنا هذه السنة مع ما بعد الثورة أن سجلت الصابة رقما محترما صابة الحبوب التي يحق تجاهها الشكر والامتنان إلى الكريم تعالى. ولاية بنزرت من أبرز الولايات التي عرفت هذه النعمة لكن للأسف تعرضت تلك الخيرات من القمح الصلب إلى «التفرقع» جراء نزول بعض الأمطار إبان فترة النضج إضافة إلى مشكل «التنبيت» بالقمح الليّن «الفارينة» مما قلص كثيرا انتظارات الفلاح للمردود المادي في طريقة الاحتساب والتقدير من طرف الدولة فخلف الاستياء والتبرّم والاحتجاج لعدم تقدير الظروف المناخية بالتوازي وهو ما حدا بالفلاحين وهياكلهم إلى المطالبة يتجاوز هذا الاشكال وضرورة اعتماد الاعتبار الطبيعي في المعادلة النوعية للحبوب عموما على خلفية القوة القاهرة التي لا يمكن لهذا الفلاح تفاديها أو إيجاد البديل في التعامل المجدي مع المستجدات آنذاك خصوصا مع المصاريف والأسعار المشطة للمواد الفلاحية التي يتحملها على مدار الموسم ليزيد تقييم أثمان الشراء لدى ديوان الحبوب الطين بلة ولئن تمت الاستجابة إلى مسألة «التنبيت» حيث ثم تعديل السعر بزيادة 4 ٪ كأعلى نسبة فإن الوضع بالنسبة إلى«التفرقع» بالقمح الصلب لا يزال في طيّ الغموض دون إجابة وفي انتظار إيجاد الصيغة المقترحة كحل ناجع وموضوعي يتساءل الفلاح الذي يبذل في الأرض بعرقه «أما آن القطع نهائيا مع مثل هذه المقاييس «المفبركة» في التقدير والتقرير من خلال تركيز سعر أدنى موحد يتدرج بالارتقاء مع النوعية والجودة ولا يطاله الاستثناء السلبي في حالات مماثلة لأن منظومة الأمن الغذائي الوطني تبدأ عبر هذه الحلقة في النهاية؟