يقول اللّه سبحانه وتعالى {وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}. (الحجر 22) صدق اللّه العظيم. إن الخالق البديع يعلمنا أن الرياح تؤدي دورا هاما جدا خلاف ما هو متعارف سابقا من أنها تثير السحب والغبار وتنقل العوالق الخفيفة جدا من مكان الى آخر. فهي عنصر هام جدا وأساسي في عملية التكاثر لدى الثمار والغلال والخضر والنباتات فهي عند تفتح الأزهار تأخذ حبوب اللقاح من الزهرة الذّكر لتضعها بين أحضان الزهرة الأنثى فيتم اللقاح وتنشأ الثمرة تماما كالجنين فتكبر حتى تستوي وتنضج وتصير صالحة للاستهلاك. ولولا هذه العملية التي تساهم فيها الرياح لما أمكن للثمار والنباتات والحبوب التكاثر بسهولة وبلا مشقة تذكر ولما كانت المحاصل الزراعية وافرة كافية لكل البشر. يقول اللّه سبحانه وتعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكرون} (الذاريات 49) صدق اللّه العظيم. إن من سنن اللّه الخالق العظيم أن جعل من كل شيء خلقه زوجين ذكر وأنثى ولهذا القانون تخضع كل الأحياء على وجه البسيطة فلا استمرار ولأية سلالة كانت بدون التكاثر والتلاقح وبدون الجنسين معا. كل العلوم أثبتت هذه الحقيقة ورغم أن بعض السلالات لا تخضع تمام الخضوع لهذه النواميس أي أنك لا تجد الذكر لوحده والأنثى لوحدها ففي هذه الحالات الشاذة يكون الفرد فيها مرة أنثى وحينا آخر ذكرا مثل الحلزون فسبحان الخالق العظيم الذي تخضع لقوانينه كل المخلوقات واللّه أعلم. والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.