نقلت صحيفة بريطانية عن مسؤولين امريكيين قولهم ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خدع السعوديين حين أبلغهم أنه وافق على التنحي وقرّر التحوّل الى أثيوبيا بينما كان في واقع الأمر يخطط للعودة الى اليمن. أكّد مسؤول أمريكي لصحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية الصادرة أمس ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وضع خطة ذكية وماكرة للفرار من السعودية التي تدعم مبادرة خليجية يرفض توقيعها منذ الاعلان عنها قبل عدة شهور. وحسب الصحيفة فإن صالح الذي كان يتلقى العلاج في السعودية بعد اصابته في صنعاء بجروح وحروق في الوجه والصدر تمكن في نهاية الأمر من خداع السعوديين ومغادرة الرياض. وأوضحت الصحيفة أن الدوائر الديبلوماسية الغربية والاقليمية تتداول في الواقع روايتين مختلفتين حول تفاصيل عودة صالح الى اليمن. وتقول الرواية الاولى ان صالح قد يكون قال للسعوديين انه ذاهب الى مطار الرياض لتوديع مسؤولين يمنيين. ولكن مسؤولا يمنيا نفى هذه الرواية مؤكدا أن وجود صالح في المطار يعني أنه محاط بمسؤولين سعوديين سياسيين وأمنيين. ورفض المسؤول اليمني هذه الرواية التي لا تقدم تفسيرا للكيفية التي انتقل بها صالح من بهو الاستقبال او من قاعة توديع المسؤولين اليمنيين الى الطائرة. أما الرواية الثانية التي تتداولها الأوساط الديبلوماسية فإنها تقول على حد توضيح الصحيفة إن صالح قد يكون وافق على خطة على التحوّل الى أثيوبيا كلاجئ على الأرجح بما يعني تنحيه نهائيا وهو ما يرفضه الرئيس اليمني وما جعله يجاري السعوديين الذين يؤيدون تنحيه على أساس المبادرة الخليجية ويُعلل التحوّل الى أثيوبيا بينما كانت وجهته العاصمة اليمنية صنعاء. وأكّدت الصحيفة البريطانية ان السلطات السعودية والأمريكية لم تكن تدرك أن صالح خطط لرحيله والعودة الى اليمن بطريقة ذكية وماكرة وانها ليست سعيدة على الاطلاق بما حدث. وأشارت الصحيفة الى أن مسؤولين غربيين آخرين أعربوا أيضا عن احباطهم من عودة الرئيس صالح الى اليمن. وأضافت ان مسؤولين خليجيين وغربيين اعتبروا ذهاب صالح الى السعودية لتلقي العلاج فرصة لتسريع عملية الانتقال السياسي في اليمن من أجل منع تنظيم القاعدة عن استغلال الفراغ السياسي.