يقول الدكتور عماد الرقيق عالم النفس عن الظاهرة ان الاهتمام بالسياسة كان فعلا مؤجلا في ذهن التونسي ولم يكن غائبا كما يتبادر الى الأذهان لكن عوامل عديدة كانت تمنع التونسيين من الحديث في السياسة وهي مسائل تتعلق بحرية التعبير والقمع المسلط على الفرد بحيث لم يكن أمامه سوى كبت هذه الرغبة وتحويل اهتمامه الى مجالات أخرى كالرياضة عموما وكرة القدم خاصة وهي ظاهرة لم تكن مقتصرة على الذكور فقط بل وحتى على الإناث فكنّا نرى الشباب يرتاد المقاهي لمتابعة مباريات كرة القدم في محاولة لإفراغ المكبوت السياسي في نقاشات تتعلق بالرياضة مع استعمال مصطلحات لها علاقة بالفعل السياسي كإسقاط صورة الظلم على الفريق الذي لم ينصفه الحكم او برفع شعارات متخيلا نفسه مشاركا في مسيرة أو مظاهرة وهي سلوكات في الاصل سياسية لكن تم إسقاطها على الرياضة. والحقيقة أن تلك الرغبة في الحديث في السياسة كانت مؤجلة لدى التونسي وهو قادر على الخوض في المسائل السياسية نظرا لطبيعة التربية التي تلقاها ولانفتاحه على محيطه الجغرافي العربي والافريقي والعالمي وما ثورة 14 جانفي ومشاركته المكثفة في انتخابات 23 أكتوبر الا دليل على هذا النضج السياسي.