وافق مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية على طلب باريس الاستماع الى كبيرة مسؤولي الأممالمتحدة عن حقوق الانسان نافي بيلاي بشأن الأوضاع داخل سوريا وسط تحذيرات من إلقاء الوضع الأمني والطائفي الهش بظلاله على العراق مما يهدد باشتعال فتنة طائفية في المنطقة برمّتها. عواصم (وكالات) أعلن سفراء غربيون أن مجلس الأمن الدولي وافق على طلب فرنسا بأن تعقد كبيرة مسؤولين الحقوقيين جلسة اجتماع مع أعضاء المجلس لاطلاعهم على حقيقة الأوضاع الانسانية في سوريا. اعتراض... أم تحفظ؟ وأضافوا أن الطلب حاز على موافقة المجلس على الرغم من اعتراض روسيا والصين والبرازيل. وأكدوا أن الاجتماع قد يعقد غدا الاثنين أوبعد غد الثلاثاء في أقصى الحالات. وأشار سفير روسيا في الأممالمتحدة ورئيس المجلس في الشهر الجاري الى أن موسكو لم تعترض على الطلب الفرنسي ولكنها شأنها في ذلك شأن العديد من العواصم الأخرى أبدت تحفظات عليه. وأضاف أن موسكو تعتقد أن مجلس الأمن يتدخل في شؤون مجلس حقوق الانسان بجينيف حيث اعتبرت بلاده والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا أن مناقشة الشكاوى المتعلقة بحقوق الانسان يكون في جينيف وليس في نيويورك مقرّ مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وتعمل باريس ولندن وواشنطن على إحالة الملف السوري الى مجلس الأمن قصد اقتلاع دولي يدين دمشق ويفتح مجال التدويل على مصراعيه. وعلى الرغم من رفع «بيكين» و«موسكو» الفيتو ضد قرار سابق لإدانة سوريا إلا أن فرنسا لم تفقد الأمل بعد في «تدويل» الملف السوري. يُذكر أن نيفي بيلاي قد صرحت في مؤتمر صحفي سابق أن عدد الضحايا في سو ريا تجاوز ال4 آلاف مشيرة الى أن معلومات الأممالمتحدة «موثوق بها جدا» وكرّرت نداءها للسماح بدخول محققين أمميين الى سوريا.
تأثير على العراق
وفي ذات الاطار رجحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن يؤثر الوضع في سوريا على الوفاق الهش في العراق. وأضافت أن الطابع الطائفي الطاغي على المشهد السوري قد يلقى صدى في العراق الذي يعاني من تأزّم طائفي بين السنّة والشيعة وتوتر عرقي بين العرب والأكراد. وتشير على لسان مراسلتها في بغداد ليزسلاي الى أن السنة يتهمون الشيعة بإرسال قوات لنصرة النظام السوري والشيعة أيضا يتهمون السنة بإرسال متطوعين للقتال مع جيش سوريا الحر. وينقل التقرير عن المحلل السياسي البريطاني توبي دوج قوله ان الوضع في سوريا سيكون له تأثير كبيرا على القضايا المعلقة في العراق.. فالوضع في سوريا عامل عدم استقرار خاصة في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي حسب تعبيره ورأيه. ويتابع أن السياسيين العراقيين الشيعة يتخوفون من وصول حكومة سنية متدينة الى الحكم في سوريا حيث يعتقدون أنها قد تدعم السنّة العراقيين في مطالبهم السياسية في العراق. قلق ميدانيا، عبّرتا الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن قلقهما العميق من استعداد النظام السوري شن هجوم واسع النطاق على مدينة «حمص». وقالت مصادر معارضة غير مؤكدة ان نحو عشرة آلاف جندي سوري يحاصرون المدينة. ودعت بريطانيا دمشق الى سحب فوري لقواتها من حمص.