موجة البرد التي ضربت مختلف ولايات الجمهورية والتي رافقتها كميات كبيرة من الثلوج خلفت فزعا لدى الاهالي جرّاء تأزم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية... هذه الموجة القاسية لا يزال تجددها يثير مخاوف وفزعا في نفوس أهالي سليانة. عمّت موجة البرد غير المسبوقة وتساقط الثلوج جميع معتمديات ولاية سليانة الشمالية والجنوبية باعلان المعهد القومي للرصد الجوي عن امكانية تجدد هذه الموجة، يعيش أهالي ولاية سليانة وخاصة سكان الأرياف منهم نوعا من القلق والترقّب المشوب بالخوف من هذه الظروف المناخية الصعبة. هذه الظروف تكون في الغالب أقسى على سكان الأرياف خاصة. فرغم «انفراج» حالة الطقس الذي انعكست نتائجه على الحركة العادية لسكان الولاية التي استعادت طبيعتها واستؤنفت جل النشاطات تقريبا التي تعطّلت في أغلب معتمديات الولاية، الا أن حالة القلق تجدّدت لدى متساكني ولاية سليانة وخاصة سكان الارياف الذين كثيرا ما يعانون من سوء البنية التحتية وقلّة وسائل التدفئة. هذا المناخ الاستثنائي يستقبله الأهالي بحالة من الترقّب فبين الحديث عن نقص في بعض المواد الغذائية الذي لم تؤكده أيّة جهة رسمية وبين غلاء أسعار الخضر ومواد أخرى، كذلك تواتر الاخبار غير مؤكّدة عن نقص في قوارير الغاز، يجد أهالي ولاية سليانة أنفسهم حريصين على توفير هذه المواد الاساسية قبل يوم السبت أي قبل عودة موجة البرد المعلن عنها من المرصد الوطني للرصد الجوي. يذكر أن المواطن في ولاية سليانة وفي كل ولايات الجمهورية مطالب بترشيد استهلاكه لبعض المواد، فلا يعقل ان يحتوي بيت المواطن الواحد أربع عبوات من الغاز في حين يجد الآخر صعوبة في الحصول على عبوة واحدة. هذا الى جانب ضرورة احترام الباعة للاسعار المتعارف عليها وعدم تجاوزها حتى يمرّ هذا الظرف بسلام على الجميع الفقير كما الغني. ولا ننسى كذلك باعة الخضر في السوق الاسبوعية الذين «يشرّعون» لأنفسهم زيادة للأسعار بحجة برودة الطقس وصعوبة البيع ويكون المواطن أوّل المتضرّرين.