أكد المدير العام لشركة تهيئة صفاقسالجديدة أن المؤسسة تقدّمت أشواطا مهمة في مشروع تهيئة منطقة صفاقسالجديدة بنسب فاقت 90% في عدة مجالات ملتزمة في ذلك بالمعايير القانونية،وبمقاربة اجتماعية في انتزاع الأراضي. اعتبر كمال بن ابراهيم المدير العام لشركة تهيئة صفاقسالجديدة في لقاء مع «الشروق» أن ما تحقق في مشروع تهيئة منطقة صفاقسالجديدة منذ إنشاء هذه المؤسسة ذات الصبغة العمومية سنة 1983 برأسمال تونسي بنسبة 50% والباقي سعودي وكويتي وقطري يمثّل كسبا للجهة ساهم في تغيير وجه المدينة برمّته (عمارات، طرقات، شبكة تطهير، تنوير عمومي...) بالنظر إلى قصر المدة، والى المشاكل التي اعترضت انجاز المشروع لعل أبرزها تشعّب الوضع العقاري، وصعوبات التمويل.وأضاف أن المهمة الأساسية للشركة تنفيذ المثال التفصيلي لتهيئة منطقة صفاقسالجديدة بكل مكوّناته، مفنّدا بالأرقام الادعاءات التي تتّهم المؤسسة بالتقليص من مساحة المناطق الخضراء، معتبر أنها ارتفعت من 9,17 هكتارا سنة 1983 إلى 9,53 هكتارا في البرنامج النهائي، أنجز منها إلى غاية سنة 2011 أكثر من 7 هكتارات.
وفيما يخص المقسم 23أ (9073 متر مربع) الواقع بمنطقة باب الجبلي، والذي أثار ردود أفعال معارضة وصلت إلى حد إصدار وزير الثقافة السابق عز الدين باش شاوش قرارا تحفظيا بإيقاف الأشغال عندما تم الشروع في انجاز الأسس العميقة لمركب تجاري بهذه المنطقة بدعوى تشويهه لمعالم تاريخية محميّة، فقد أفادنا السيد بن ابراهيم أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة باعتبار بُعد المسافة الفاصلة بين المركب التجاري والمعلم الأول وهو«سوق قريعة» بحوالي 70 مترا، وعن المعلم الثاني وهو جامع «سيدي اللخمي» بقرابة 30 مترا، هذا إضافة إلى التنازلات التي قدمتها المؤسسة على مستوى عدد الطوابق والمساحة، وقد تم استئناف الأشغال مؤخرا بعد أن رفعت الشركة قضية ضد وزارة الثقافة.
مقاربة اجتماعية
وفي الجانب المتعلق بانتزاع الأراضي فأشار السيد بن ابراهيم أن المؤسسة اعتمدت على مقاربة اجتماعية في تعاملها مع أوضاع «الشاغلين» تقوم على مبدإ «الرضائية» (80 % من الأراضي سُوّيت بالتراضي) سواء بالنسبة للتعويضات المسندة أوفيما يتصل بأولوية شراء القطع المهيأة، مضيفا أنه لم يقع استبعاد إلا الأنشطة الملوثة من وسط المدينة على غرار الحدادة والنجارة التي تم نقلها إلى منطقة طريق قابس مع تمكين أصحاب هذه المهن من ملكية محلات جديدة رغم أن بعضهم كان من المتسوغين، وتمتيعهم بآجال تسديد معقولة، أما فيما يخص الوحدة العمرانية المندمجة بمنطقة «بيك فيل» التي تفوق مساحتها 4 هكتارات في مثال التهيئة لسنة 1983، ثم 2,48 هكتارا في البرنامج النهائي، فقد ذكر السيد بن ابراهيم أن الشركة تأمل في الاستجابة لهذا المشروع في أقرب الأوقات، بعد أن تم رفضه من قبل اللجنة الفنية للتقسيمات بدعوى أنه غير مطابق لمثال التهيئة.
ومن جهة أخرى قال المدير العام لشركة تهيئة صفاقسالجديدة إن المؤسسة ساهمت في إيجاد الحلول لأزمة الاختناق المروري والوقوف العشوائي الذي تعاني منه المدينة منذ سنوات من خلال التنازل عن مساحة تبلغ 8755 مترا مربعا أُقيم فيها مفترق ساحة «الحرية» بمنطقة باب الجبلي، هذا إلى جانب بناء مآوي سيارات ذات طوابق، من بينها المأوى الكائن بشارع «قرطاج» (قرمدة سابقا) بطاقة إيواء تبلغ 470 مكانا، في انتظار إنجاز باقي المآوي التي تقدر طاقة استيعابها ب2650 مكانا بما فيها المآوي نصف التحتية، والأرضية، والواقعة بالطريق العام.