لا حديث بالأوساط الشعبية بولاية سليانة هذه الأيام إلا عن ملف رموز الفساد بالجهة حيث عبر عديد المواطنين عن امتعاضهم واستغرابهم من عدم فتح هذا الملف إلى حد الآن رغم مرور أكثر من سنة على ثورة الكرامة... يقول المواطن عبد الرحمان من منطقة المقرونة عمادة الحبابسة الجنوبية معتمدية الروحية: «لم يتغير شيئ ولم أشعر بالثورة إطلاقا فأنا في هذه المنطقة المهمشة. فظروفنا الاجتماعية تحت الصفر منذ عهد الاستعمار إذ لم تصلنا لا مساعدات ولا برامج تنموية». أما المواطن الهادي وهو من نفس المنطقة يردف قائلا: « رغم أنني أعاني الإعاقة وأتحصل على منحة شهرية إلا أنني لم ألاحظ تغيرا يذكر في سلوك المسؤولين... فالمنطقة تعاني التهميش والإقصاء وتنعدم فيها كل مرافق الحياة الكريمة». لا يختلف حال الأرياف كثيرا عن حال المدن والقرى بولاية سليانة وهو ما اكتشفناه في جولتنا بمدينتي مكثر والروحية من ولاية سليانة وهذا ما يشير إليه العم صالح من مدينة الروحية: «أعبر عن استغرابي وحيرتي من عدم فتح هذا الملف بالجهة فالفساد بمدينة الروحية طال تقريبا جميع الإدارات والمصالح الحكومية وهذا هو سر تخلف هذه المعتمدية رغم ثراء مواردها الطبيعية إلا أنها تحتل المراتب الأخيرة في الفقر والجهل في الولاية وربما على الصعيد الوطني أيضا وهذا يعود حسب رأيي إلى فساد مسؤوليها وعدم محسابتهم فأنا أبلغ من العمر 70 سنة وأعتبر نفسي شاهدا على العصر وأعرف كل الملفات وأعرف أيضا كيف صعد عديد المواطنين البسطاء إلى قمة الثراء بين عشية وضحاها وهنا أطالب بفتح ملف رموز الفساد حتي لا تنفجر الأوضاع». نفس الأراء تقريبا تكررت في مدينة مكثر إذ يقول المواطن زهير: «بالرغم من أنني كفيف فإنني أعرف كل رموز الفساد بالمنطقة ولا أدري لماذا لم يفتح هذا الملف ؟ وعلى حد علمي سمعت بلجنة خصصت لهذا الشأن وهي لجنة تقصي الحقائق لكن لم أسمع عن محاسبة رموز الفساد بالجهة». أما عم محمد فهو يذهب في نفس الاتجاه إن يقول: « أعرف ملفات الفساد وعصابتها وكل المسؤولين المتورطين وأستغرب من البطء في نفض الغبار عن هذا الملف. فالثورة قامت بهدف استرجاع كرامتنا المهدورة التي اغتصبها منا هؤلاء المجرمين الذين تلوثت أياديهم بملفات الفساد لكن إلى حد الآن لا أعرف سر عدم فتح هذا الملف. وما يثير الاستغراب فعلا هو تواصل الفساد والخرق الصارخ للقانون دون محاسبة مقترفيه فانظر إلى المساعدات الاجتماعية من يتحصل عليها؟ هل تذهب إلى مستحقيها؟ انظر إلى قائمة عملة الحضائر التي تقارب ألف شخص بالمدينة فهل كل هؤلاء يستحقونها؟