قطاع النقل والمواصلات يعتبر من القطاعات الهامة والحيوية في البلاد لما يوفره من خدمات اجتماعية, وتسهيل حركة نقل الأشخاص والبضائع بين مختلف المناطق الداخلية, بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه في دفع عجلة النموالاقتصادي وجلب الاستثمار. مشاكل عديدة تواجه هذا القطاع بجهة سيدي بوزيد منها تهرئة المعدات بشكل ملحوظ ورداءة الخدمات وهذا نتيجة عدم العناية بشبكة الطرقات والمرافق الخاصة بهذا القطاع مما أثار استياء المواطنين بالجهة وقلق العاملين فيه لعدم التفات المسؤولين والبحث عن الحلول الجذرية لمشاكل ظلت تلازمه لسنوات. «الشروق» زارت ورشة للحافلات بمدينة سيدي بوزيد بعد أن طلب منها بعض الأعوان تبليغ مطالبهم المشروعة والخاصة بهذا القطاع , والتي لم تكن مطالب شخصية أو مهنية بل هي صرخة من أعوان اخذتهم غيرة على قطاعهم واستغاثة لإنقاذه من التهميش.
قدم المعدّات.. ونقص الصيانة
السيد ماهر الشابي وهوسائق وقابض في آن واحد بحافلة نقل بلدي 2مارس 1934 ونقل مدرسي سيدي صالح قال لنا نحن نعاني من مشاكل عدة بدءا بحالة الطريق وصولا إلى حالة الورشة ثم تحدث عن تهري المعدات حيث ذكر أن نسبة الحافلات التي تجاوز عمرها 14 سنة تفوق 40بالمائة وباقي الحافلات تجاوز عمرها عشرة سنوات مما يتطلب أكثر صيانة, في حين أن الورشة المعدة للصيانة الخفيفة يعمل بها كهربائي واحد وميكانيكي واحد, كما أكد كذلك على مشكل نقص قطع الغيار والذي اعتبره رئيسي حيث يقع التزود بمستلزمات الصيانة والإصلاح من الورشة المركزية التابعة لولاية قفصة وبصعوبة كبيرة , وخاصة عندما بدا الحديث عن برمجة شركة جهوية للنقل بسيدي بوزيد ثم أضاف : في أكثر الحالات تتم عملية الإصلاح في هذه الورشة المركزية بعد أن ننتظر كثيرا, كما تطرق إلى الحالة الصحية لأرضية الورشة والتي وصفها بالسيئة للغاية وخاصة حين ينزل المطر, مما يستوجب تبليطها وتهيئتها وهوأمر لا يتطلب التأجيل. كما أكد على مطلب الحرفاء وهو ضرورة انطلاق الرحلات من سيدي بوزيد في اتجاه كل من نابل وسوسة وصفاقس وغيرها من المدن الأخرى خلافا لما كان يحدث في السابق الذي كان يقلق راحة المسافرين ويثقل كاهلهم من مصاريف اضافية.
تجديد الأسطول ضرورة ملحة
أما السيد بلقاسم وهوسائق سابق ويشتغل الآن في الصيانة ويعمل في هذا القطاع مند سنة 1980 فقد ذكر أن 18 حافلة معطبة من جملة أكثر من 60 وهذا العدد لا يفي بالحاجة فهناك نقص في الحافلات وقطع الغيار واليد العاملة وأدوات الصيانة ثم أكد على ضرورة تجديد أسطول الحافلات وتركيز إدارة مستقلة. ثم أضاف السيد كمال كدوسي وهوسائق ويعمل في خطة فني في كهرباء الحافلات, أن هذه الورشة في حاجة إلى زيادة أكثر من 12 عاملا مختص ثم قارن الوضع الحالي بسنة 1980 لما كان عدد العمال 12 متى كان عدد الحافلات 6 مقابل 6 عمال فقط في الوقت الذي صارفيه عدد الحافلات في الورشة 60, هذا الى جانب غياب شروط السلامة في الورشة مشيرا في ذلك إلى دورة مياه والغبار المتأتي من أرضية الورشة والحالة التي تصبح عليها عندما ينزل المطر, ثم أكد على ضرورة توعية المواطن للحفاظ على هذا الملك العمومي وتجاوز كل التصرفات الانتقامية كتحطيم زجاج الحافلات وتمزيق الكوابل والكتابة على تجهيزاتها وعادة ما يتكرر هذا السلوك عند عطب الحافلة.
نقص اليد العاملة
اما السيد بشير الدالي وهو سائق حافلة أيضا, فقال أن هنالك نقص في اليد العاملة المختصة وأكد على ضرورة إيجاد حلا للحمولة الإضافية التي تتسبب بشكل مباشر في تهرئة الأسطول وهذا نتيجة النقص الفادح في عدد الحافلات التي تعمل فعليا, ثم أشار إلى وجود ضياع يقدر ب3000 ل في السنة من مادة البنزين نتيجة تسربها من الصهاريج القديمة المخصصة لتخزين هذه المادة تحت الأرض ولم يقع تبديلها بخزانات موجودة منذ أكثر من سنتين. وفي الأخير اجمع جل من تحدث إلينا إلى أن هناك تقصيرا من الإدارة والنقابة في إيصال مطالبهم إلى الجهات المسؤولة للنهوض بهذا القطاع, ويذكر أنه وقع استدعاء بعض ممن أدلوا بكل هذه المشاكل والمطالب وتحدثوا إلى العديد من وسائل الإعلام , ووقعت مساءلتهم من طرف مسؤولين في هذا القطاع.