نوّابنا المحترمون في المجلس التأسيسي يتقاضى كل فرد منهم مليونين ونصف المليون من المليمات فقط، لا أكثر ولا أقل من رأس الشهر الى رأس الشهر مع أربعة مليارات فقط
لا أكثر ولا أقل مصاريف إقامتهم طيلة السنة في نزل من صنف أربعة نجوم فقط لا أكثر ولا أقل ولست أدري إن كانت منظمة الدفاع عن المستهلك قد استهدفتهم أم لا في دعوتها الى مقاطعة اللحوم الحمراء التي تجاوزت أسعارها كل الخطوط الحمراء التي تتخذ احمرارها لا من حمرة دماء الخرفان ولا العنز ولا العجول وإنما من احمرار العلَم الذي لم يسلم من إنزاله في منوبة. ومن احمرار دماء الشهداء الذين دفنوا وتربع الجالسون على قبورهم آرائك في مجلس السلطان وفي جلوسهم قولان هنالك من يقول حول الكعكة وهنالك من يقول حول ما ينفع الناس من ملاذ الكعكة، وأغلب الظن عندي لا يخرج الأمر من التكعيك مادام الوضع العام كلّه كعكة بالمفهوم التلمذي للكعكة في الفروض والامتحانات حتى إذا نظرنا الى أي وضع من أوضاعنا كلها إلا ووجدناه كعكة باستثناء وضع وحيد يتيم ارتفع فيه مؤشر النمو الى ألف في المائة وهو مؤشر مصاريف المجلس التأسيسي على أعضائه الأكارم إذ ارتفع عشر مرات على ما كان يصرفه مجلس النواب على نوابه والعهدة على الصحف التي جاءت بهذه المعلومة أقسم لكم بهذه المعلومة وبحرية الاعلام وبرؤوس النظام الثلاثة الكرام أنني سأساند نوابنا الكرام لو قاموا بوقفة احتجاجية على زهد المنحة. ولو ب«دقيقة» بتدقيق رئيس المجلس الموقّر من منطلق أنني أعذر كل «طبّال ومعرّس لولدو» إن ملأ الدنيا تطبيلا وتزميرا وأعذر كل «طير يغنّي وجناحو يردّ عليه» فللطبل بالغناء قرابة و«الأقربون أولى بالمعروف» «تعالى شوف بالمكشوف» «الماء اللّي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه» و«زيتنا في دقيقنا» و«منّو فيه زيتو يقليه» و«ما تحل الصدقة كان ما يشبع اموالي الدار».. فما الغرابة إن غنّى كل طبال في عرس ولدو هذه الأغاني التراثية وردّ عليه جناح كل عصفور يزقزق في الربيع العربي ويغنّي فارحا ب«الزيوان» أغنية «بوزيد مكسي، بوزيد عريان».