واكب أهالي صفاقس زوال أول أمس الاربعاء عملية "براكاج" حية استهدفت امرأة كانت تهم بمغادرة مقر فرع بنكي واقع بقلب المدينة وقد تمكن بعض المارة والمتساكنين والتلاميذ من إلقاء القبض على أحد منفذي العملية وبين طيات ملابسه الحقيبة المسلوبة. عملية »البراكاج« وحسب رواية بعض شهود العيان الذين شاءت الصدف أو مشاغلهم اليومية أن يواكبوا عملية السلب، تفيد أنه في حدود الساعة الثانية والنصف من زوال أول أمس وأمام فرع بنكي واقع بقلب المدينة جدت الحادثة على نحو لا يختلف كثيرا عما تنقله بعض الأشرطة السينمائية الأمريكية، ففي اللحظة التي غادرت فيها المتضررة الفرع البنكي حاملة حقيبة يدوية تحكم شدها على كتفها، هاجمها شابان لافتكاك الحقيبة والفرار بما تحتويه من أموال ربما سحبتها للتوّ من الفرع البنكي. * ضربة »مقص« وفرار لكن يبدو أن المتضررة كانت على حذر من كل طارئ، إذ تمسكت بالحقيبة وأطلقت عقيرتها للصياح وطلب النجدة، ففاجأها أحد الشابين بركلة مزدوجة أو ما يعبر عنها بلغة الرياضة المتداولة ب »المقص« فأسقطها أرضا وهو ما منح الفرصة للشاب الثاني لاختطاف الحقيبة وضمها الى صدره والفرار من المكان في وقت أمكن »لصاحب المقص« التخلص من الضحية التي حاولت مسكه بكل ما أوتيت من جهد وتمكن من الفرار في اتجاه يختلف عن اتجاه الهارب بالحقيبة. لكن يبدو أن »صاحب الحقيبة« لم يخطط كثيرا للفرار واختيار الاتجاه الذي يضمن له التخفي من أعين المارة، إذ سلك طريقا رئيسة تؤدي الى معهد ثانوي واقع بقلب المدينة وهو ما منح صاحب احدى السيارات والذي واكب هو الآخر عملية البراكاج الفرصة لاقتفاء أثره حتى بلغه، فأوقف وسيلة نقله وأمسك باللص بمساعدة بعض أصدقائه وبعض التلاميذ والمارة الذين شاءت الصدف أن يكونوا لحظة القبض على الجاني على عين المكان قبل التحاقهم بقاعات الدروس. * القبض على المتهمين وفي الوقت الذي كان فيه منفذ عملية »البراكاج« يحرص على الهروب والتخلص من المارة، وصلت المكان سيارة أمنية تقل الأعوان الذين تمكنوا من إلقاء القبض على الجاني وحجز الحقيبة التي تسلمتها صاحبتها قبل أن يتمكن الجاني حتى من فتحاها والاستيلاء على ما تحتويه من أموال. وبمقر الفرقة العدلية بصفاقسالمدينة دل المتهم على شريكه المختفي وقد تمكن أعوان الفرقة بفضل مجهوداتهم المضنية وتحرياتهم الدقيقة من القبض عليه فجر يوم أمس الخميس رغم تحصنه بالفرار. المتهمان وأحدهما من ذوي السوابق العدلية، لم يجدا من وسيلة للإنكار، وقد اعترفا بتخطيطهما للسطو على حرفاء وحريفات الفرع البنكي يوم أول أمس المتزامن مع صرف المرتبات وسعي الموظفين لسحب "الشهريات" لاقتناء "علوش" العيد وشراء مستلزمات عيد الاضحى. الأبحاث في هذه القضية التي استأثرت بحديث الشارع بصفاقس بالكثير من التهويل والخيال السينمائي متواصلة في انتظار إحالة المتهمين على العدالة لتنظر في شأنهما.