صنع طائرة تونسية (مصغرة) بمواصفات عالمية هذا ما يعمل على تنفيذه فريق جمعية المنارة للتكنولوجيا بالقيروان من خلال تصميم نموذج مصغر لطائرة وسيتم إطلاقها في انتظار اتمام الحسابات الفيزيائية، فالجمعية تنقصها الامكانيات المادية فهل يتحقق حلمها؟ وهذا النموذج المصغر سيكون جاهزا للطيران والاستغلال بعد اتمام عملية تركيب المحرك داخل جسم الطائرة التي تم إنشاء هيكلها وبعد ان تم انهاء التصميمات والحسابات الفيزيائية. أعضاء الجمعية اجتمعوا واتفقوا على الابتكار ونبذ الجمود واعتمدوا الهندسة العكسية التي تقوم على محاكاة المصنوعات ثم التدرج الى انتاج منتوج ذاتي تونسي مائة بالمائة. كما يعتمد على التجارب اليدوية الى جانب المسائل النظرية. وهذه الطائرة ليست اول ابداعات اعضاء الجمعية الذين هم من الجامعيين والاساتذة والطلبة والتقنيين. فقد شرعوا بداية في صنع طاولاتهم وكراسيهم بانفسهم باستعمال الخردة من الخشب والحديد. وحولوا اكوام الحديد الى ورشة متكاملة وبعض التجهيزات الكهربائية ايضا تم صنعها في هذه الورشة. وعلى طاولة طويلة نشرت إجزاء من محركات كهربائية وقطع الكترونية وقال السيد لطفي حمامة ان أعضاء الجمعية يعولون على انفسهم في جميع تفاصيل العمل. كما انهم يوظفون كل ما يصل الى أيديهم ويعتمدون بالتالي على المسائل التطبيقية. واكد ان الجمعية تعمل على نشر الثقافة التكنولوجية ومساعدة طلبة الجامعات ومراكز التكوين المهني في إنجاز مشاريعهم الدّراسية والقيام بتربصات تدريبيّة في المجال العلمي والتكنولوجي من خلال التنسيق مع مؤسساتهم كما تهدف الجمعية الى تأطير الشباب في بعث مشاريع علمية وتكنولوجية. وتعتزم الجمعية تنفيذ عديد الابتكارات وفق برنامج عملي يعتمد على منطلقات نظرية علمية ويحتاج ذلك الى دعم. تعاون ودعم أعضاء الجمعية لم يبقوا مكتوفي الأيدي يبحثون عن مقر ولم يبكوا عن غياب الدعم والمساندة وانطلقوا بمجهوداتهم الفردية والتطوع من توفير المقر الذي هو مسكن رئيس الجمعية وتعاونوا بينهم من اجل توفير بعض المستلزمات وقطع الغيار الميكانيكية والالكترونية الى جانب تعاون بعض الأفراد والمؤسسات معهم. واكد السيد حمامة ان الدعم والتمويل لا يزال يمثل عائقا امام البرامج الطموحة للجمعية وأمام الدور الذي تقدمه للتلاميذ والطلبة حيث أنشئت لخدمة الشباب من الطلبة والتلاميذ والمبدعين في مجال العلوم والتكنولوجيا ويسهر على خدمتها نخبة من الأساتذة الجامعيين وأساتذة التعليم الثانوي وخبرات في مجال الإلكترونيات وعلوم الآليات. وتحدثوا عن معوقات إدارية حيث لاحظوا تهاونا من قبل المؤسسات الجامعية عن التعامل مع الجمعية رغم ما توفره من تربصات للطلبة وفوائد تطبيقية وقد تعاقدوا مع بعض المؤسسات لكن مستوى الدعم والتعاون لايزال ضعيفا رغم الفوائد التي تقدمها الجمعية للمتكونين. شركة طيران وسيارة محلية في صفاقس هي اول غيث الإبداع التونسي بعد الثورة ثم ينهمر في القيروان مع محاولات إبداعية وحماسية من اجل الابتكار وانتاج مصنوعات محلية ووطنية لا تقل قيمة عن الصناعات الأجنبية. وهذا الامر يحتاج الى دعم ومساعدة على تجاوز الصعوبات من جميع الاطراف الحكومية والمدنية.