حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف من أن أي عمل عسكري ضد دول ذات سيادة على غرار سوريا يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية إقليمية، في وقت شدد فيه المراقبون الدوليون على ضرورة اعادة الفرقاء السوريين الى طاولة الحوار من اجل وقف العنف. وقال ميدفيديف في مؤتمر في سان بطرسبرغ في تصريحات نشرت على موقع الحكومة على الانترنت «العمليات العسكرية المتسرعة في دول أجنبية تجلب عادة متطرفين إلى السلطة».
تحذير روسي
وأضاف ميدفيديف «في مرحلة ما ربما تؤدي مثل هذه الأعمال التي تقوض سيادة الدول إلى حرب إقليمية شاملة حتى بالأسلحة النووية رغم أنني لا أريد ان أخيف أحدا». وتابع قوله «يجب ان يضع الجميع هذا في الاعتبار».
ولم يدل ميدفيديف بمزيد من التوضيح. وتقول روسيا علانية انها غير ملتزمة بحماية سوريا اذا تعرضت لهجوم ويقول محللون ودبلوماسيون ان روسيا لن تشارك في عمل عسكري إذا تعرضت إيران لهجوم.
وحثت روسيا بإصرار الدول الغربية على عدم مهاجمة إيران لتحييد برنامجها النووي أو التدخل ضد الحكومة السورية بشأن العنف الذي تقول الأممالمتحدة إن القوات السورية قتلت فيه أكثر من 9000 شخص.
وفي سياق متصل أدانت وزارة الخارجية الروسية المحاولة الإرهابية التي استهدفت المراقبين في سوريا، معتبرة إياها سعيا لإفشال خطة عنان وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية امس، إنه من الواضح أن «عناصر معينة تسعى إلى استفزاز سلطات البلاد لاتخاذ خطوات مقابلة وإفشال تنفيذ خطة المبعوث الخاص الأممي والعربي كوفي عنان من أجل تصعيد العنف»
وأشار إلى أن الوضع في سوريا لا يزال معقدا للغاية على الرغم من التأثير الإيجابي لوجود المراقبين الأمميين في سوريا. وأعرب الديبلوماسي الروسي عن استياء موسكو بشأن تصريحات برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري التي تدل على وجود خطة ترمي إلى فرض السيطرة على المعارضة
وأعاد لوكاشيفيتش إلى الأذهان أن غليون دعا علنا إلى اتخاذ خطوات تهدف إلى تسليح ما يسمى «الجيش السوري الحر» وأكد أن ممثلي المعارضة السورية مستعدون للاتفاق على أن يزود «الجيش الحر بالأسلحة» من قبل دول معينة وعدت بذلك. وتساءل الديبلوماسي الروسي: «لماذا يدور الحديث عن ذلك أثناء تنفيذ خطة عنان؟» وأكد لوكاشيفيتش أن كافة الدول التي تدعم خطة عنان بالأفعال لا بالأقوال يجب أن تعمل فقط في إطار منطق هذه الخطة التي ترمي في نهاية المطاف إلى تحويل الأزمة من الصدام إلى عملية سياسية يجريها السوريون أنفسهم.
وشدد لوكاشيفيتش على أن أية حسابات متعلقة بالتفضيلات الطائفية لا يمكن أن تبرر العمل على مواجهة خطة عنان التي أقرها مجلس الأمن الدولي. طريقة ناجحة في الوقت نفسه أعلن الجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الأممالمتحدة إلى سوريا امس أن البعثة بصدد إيجاد طريقة ناجحة للانتشار في سوريا وذلك بفضل المستوى المتقدم من التعاون مع الحكومة السورية ورئاسة الأممالمتحدة والدول المساهمة. وقال الجنرال مود في مؤتمر صحفي: «سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الأولى للبعثة والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط إلى مرحلة عمل /تنفيذ/ المهمة وأنا متأكد من أننا سنصل إلى قدرات عملياتية كاملة في وقت قياسي. وأضاف «نحن مسرورون بما شاهدناه وشعرنا به منذ وصولنا لكن رافق وواجه ذلك بعض أحداث العنف ، وفي بعض المواقع استمر العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة الأممالمتحدة للمراقبة في سوريا. وتابع «لكن لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن يحقق خفضا متقدما في حجم العنف ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية.. وأنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه لا يمكن لأي حجم من العنف أن يحل هذه الأزمة»، مضيفا «أن البعثة تخطط لجلب الأطراف للحوار لإعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن.. ولا يتوقع منا أن نقوم بهذا قبل تخفيض مستوى العنف المرتكب وإيقافه».
وقال «لدينا الآن نحو 260 مراقبا عسكريا على الأرض من نحو 60 دولة وهذه الأعداد ليست كبيرة بالمفهوم العسكري للمجتمع الدولي على الأرض لخدمة الشعب السوري والمساهمة في خفض مستوى العنف واستعادة الاستقرار ليتوصل هذا الشعب إلى تحقيق تطلعاته عبر عملية سياسية وليس عن طريق المزيد من العنف». من جهته أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن اعتقاده بأن تنظيم القاعدة يقف وراء التفجيرين اللذين وقعا الأسبوع الماضي في العاصمة السورية دمشق واسفرا عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وقال بان كي مون إن تدخل القاعدة في المنطقة خلق مشكلة خطيرة للغاي». وأضاف الأمين العام في لقاء مع مجموعة من الشباب بمقر الأممالمتحدة في نيويورك: «قبل بضعة أيام وقع هجوم إرهابي هائل وخطير وأعتقد أن القاعدة مسؤولة عنه. لقد خلق هذا مرة أخرى مشكلات بالغة الخطورة».