يشهد قطاع بيع المحروقات بمحطات البنزين منذ الثورة وإلى اليوم ركودا كبيرا أثر على مداخيل أصحابه خاصة بعد ان نشطت السوق السوداء وتفشت ظاهرة التهريب بشكل كبير، الأمر الذي دفع وكلاء هذه المحطات إلى إطلاق صيحة فزع. أول ما يطالعك وأنت تجوب مختلف مدن وقرى وأرياف جهة جندوبة هو انتشار فضاءات لبيع البنزين المهرب من القطر الجزائري الشقيق في كل مكان في ظل غياب الرقابة فتضرر قطاع بيع المحروقات بشكل كبير حتى أن كثيرا من وكلاء محطات البنزين بدأوا يعلنون الإفلاس أمام عجزهم عن تغطية المصاريف اليومية من أجرة العمال والتأمين والآداءات جراء تراجع مداخيل البيع اليومية .
وأصبحت عدة محطات وخاصة على الشريط الحدودي مهددة بالافلاس و غلق العديد منها وحتى التي بقيت تعمل فالمداخيل محدودة وحجم توافد السيارات للتزود بالمحروقات والزيوت أصبح متواضعا جدا ذلك أن عددا من المحطات تراجعت مداخيلها بما يفوق 90 بالمائة وهو ما يهدد بالإفلاس والغلق الذي سينجر عنه طرد العمال والتقليص من عدد العاملين علما وأن بالجهة أكثر من 20 محطة بيع المحروقات تشغل أكثر من مائتي عامل بات يتهدد أكثرهم الطرد والتوقف عن النشاط.
يقول السيد رفيق بوسليمي، وكيل محطة بيع محروقات» لقد أصبحنا عاجزين حتى على تسديد الأجرة اليومية للعمال فقد تراحع حجم المبيعات اليومية بالمحطة إلى أكثر من 90 بالمائة وقد شمل الوضع المحروقات بأنواعها وزيوت المحركات والمصفيات.
أما السيد معز البوسليمي وهو أيضا وكيل محطة بيع محروقات فيعتبر تفشي ظاهرة تهريب المحروقات الحق ضررا بالقطاع الذي أصبح يهدده الافلاس ولم نجد آذانا صاغية من طرف السلط مما انعكس على المداخيل نتيجة تراجع المبيعات.
من جهته يرى السيد نور الدين الجويني, رئيس الغرفة الجهوية لمحطات بيع المحروقات أن القطاع تضرر كثيرا وخاصة على الشريط الحدودي و أوشكت عدة محطات على الإفلاس ولا تجاوب وتفهم للسلط لمطالب أصحاب القطاع رغم أننا راسلنا وزارة الداخلية ووزارة التجارة ووزارة المالية ووالي الجهة وأمام عدم الرد وتجاهل نداءاتنا قررنا الدخول في إضراب بثلاثة أيام بداية من يوم 21 ماي 2012 بعد تدهور الظروف المادية والاجتماعية لأصحاب القطاع . هذا دون أن ننسى ما أصبحت تشكله ظاهرة التهريب من مخاطر صحية خاصة وقد عرفت الجهة عدة حرائق بسبب البنزين المهرب آخرها حريق الأحد الفارط إضافة لما يسببه البنزين المهرب من أعطاب للسيارات .
كما اكد السيد عاطف زغدودي، وكيل محطة بيع محروقات ان المحطات أصبحت عاجزة عن تغطية أجرة العمال وتراكمت ديونها أمام كثافة الالتزامات العادية كالتأمين والتغطية الاجتماعية والأداءات. ففي المحطة التي أديرها تراجعت المداخيل اليومية للربع والسبب هو الدخلاء على القطاع وعدم تجاوب السلط رغم المعاناة والتدخل لإيجاد الحلول للطرفين.
الطاهر خميري عامل بمحطة بيع محروقات صرح بكثير من المرارة ان تواصل الوضع على ما هو عليه سيؤدي لتضرر القطاع والبطالة تتهدد العمال وفي ذلك تشرد وتجويع لعدة عائلات لا ذنب لها فقد دخل العمال بالمحطات منذ مدة في شبه بطالة ذلك أننا بالكاد نستقبل سيارة بعد كل ساعة فكيف للوكيل أن يوفر الأجرة للعمال في ظل هذا الوضع واقبال الحرفاء على البنزين المهرب رغم مخاطره على السيارات ؟ .