«يا إعلام العار»، «لا انتخابات شرعية بالاذاعة الوطنية إلا باصلاح الفساد»، «الشعب يريد تحرير الاذاعة من بقايا الديكتاتور»، «يا أعداء الحرية». هذه الشعارات وغيرها رفعها أمس عدد من المحتجين أمام مقر الاذاعة الوطنية مطالبين هذه المرة بتطهير الاذاعة ونفس الوجوه التي تواجدت أمس هي نفسها التي رابطت بالأمس القريب فوق العشب الأخضر رافعة لافتة «للبيع» والمكان كان أمام مقر التلفزة الوطنية، وهذا ما أكده أيضا أحد المعتصمين قائلا: «نعم نحن من طالبنا ببيع تلفزة العار وجئنا هذه المرة أمام مقر الاذاعة لنطالب بطرد عملاء التجمع، ولمن يتهمنا بأننا ميليشيا نقول له نعم نحن ميليشيا الدفاع عن الاعلام».
«سنتصدى للفساد الاعلامي وسنناضل لاثبات جدارة الشرفاء في تسيير الاذاعة»، هذا ما قالته حليمة معالج احدى المعتصمات مضيفة في السياق ذاته «سنعمل على فضح الفاسدين من الاعلاميين بالاذاعة الوطنية فقد سئمنا التجاوزات في حق أبناء شعبنا، وستهب رياح الثورة من جديد في هذا المكان».
ومن جهته أكد صابر وهو أيضا من معتصمي التلفزة «لقد عدنا من جديد لنحقق أهداف ثورتنا ولن نستسلم وسنذهب نحو هدف «القصبة أربعة»، وغير بعيد عنه تواجد فرجاني بلحسن رافعا شعار «نريد عودة حليمة الهمامي» للتنشيط فسألناه عن سبب هذا الطلب فأجاب «هذه المرأة هي مناضلة وعانت لمدة 25 سنة ومن حقها أن تعود للتنشيط».
لن نركع
وعن موقف اعلاميي الاذاعة الوطنية من هذا الاعتصام قال عزالدين بن محمود، منشط إذاعي «ما حصل اليوم أجندا سياسية واضحة يُراد من خلالها تركيع الاذاعة كما حاولوا سابقا مع زملائنا في التلفزة. وأنا لا أتصور أصلا أن المحتجين يفقهون أصلا معنى الاعلام أو هيئة التحرير». أما موقف ثامر الزغلامي العضو في النقابة الوطنية للصحفيين وصحفي بالاذاعة فقد كان واضحا وصريحا حيث أكد ل«الشروق» على ضرورة اصلاح الاعلام بطريقة عقلانية وممنهجة وليس بهذا الأسلوب الذي لا يخدم المنظومة الجديدة للاعلام بل العكس تماما، ثم إن الاصلاح يأتي من الهياكل التي تمثل هذا القطاع كالنقابة وهيئة اصلاح الاعلام وإدارة الاذاعة وعن طريق الحوار لا غيره.