يُشاع أن نوابنا المحترمين في المجلس التأسيسي يطمحون الى الترفيع في منحهم النيابية ومنحتي السكن والتنقل لتصبح في حدود أربعة ملايين ومئتي دينار من المليمات شهريا للنائب الواحد. ويُقال إن هذا المطلب تحت الدرس مع تثبيت وضمان منحة التقاعد طبعا.. لا اعتراض لأي عاقل على ذلك اطلاقا فهم أهل للزيادة وأكثر ولا فرق بين أغلبي وأقلّي منهم إلا بعضوية الحكومة التي ترى لا غطاء لسواد الأوضاع إلاّ ببياض سنة بيضاء وإن كانت سنة سوداء قاتمة في نظر الأجراء الممنوعين من السفر الى خارج الشهرية مؤقتا.
وهكذا تبقى الصورة تقليدية بالأبيض والأسود ولا أحد يدري هل أن البلاد تتحمل عبء تبييض السنة بعد تبييض الأموال أم أن كل الحكاية وما فيها «كرطوش أبيض». أما الزيادة للسادة الأعضاء الأجلاء في سنة بيضاء فتحيلني على القصة التالية.
يُحكى أن شابا ترجى جده شيخ القبيلة الذهاب ليخطب له فتاة أحبها حب مجنون ليلى لليلى أيام كان الحب يجنن وحب ابن زيدون لولادة أيام كان الحب يحيي النفوس الميتة في زمان الوصل بالأندلس ففعل الشيخ وترقب الشاب عودة الجد على أحر من غازات ال«أكريموجان» وكله أمل في هيبة الجد ونفوذه على العشيرة وفي كلمته التي لا تُرد ولا يقابلها إلا السمع والطاعة وعاد الجد فرحا مسرورا فسارع الشاب يسأله هل وافق أهلها على الخطوبة يا جدي فأجابه الجد لقد رفضوك يا حفيدي «وما عطاوهالي أنا كان بالسيف».
وأقيمت أفراح العرس وكان في هذه الحالة الوحيدة ليس «طبال ومعرّس لولدو» وإنما «طبال ومعرس لروحو». دعنا من عرس الشيخ ولا تسألني أخي القارئ هلاّ تتحول السنة البيضاء الى «عام أزرق»؟