دعت موسكو أمس إلى اجتماع دولي يهدف إلى دعم خطة عنان بسورياِ مؤكدة أن سقوط النظام السوري سيفتح أبواب جهنم على الشرق الأوسط فيما كشفت مصادر حربية أمريكية عن تحضير واشنطن لشن حرب خاطفة ضد سوريا. وأعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي أن موسكو تدعو الى عقد لقاء دولي خاص لبحث الوضع في سوريا، مضيفا أنه امر ضروري اقناع الأطراف المعنية في البلاد بوقف العنف والجلوس حول طاولة المباحثات.
وقال لافروف عقب مباحثات الرئيسين الروسي والصيني في بكين «نحن نعتبر انه من الهام مبدئيا تطبيق خطة كوفي عنان وقرار مجلس الأمن الدولي الذي صادق على الخطة، ونحن نرى أنه من الضروري اجراء لقاء للدول التي تؤثر بشكل واقعي على مجموعات عديدة من المعارضة.. علما وان عددها ليس كبيرا». واشار الى أن الحديث يخص الاعضاء الدائمين في مجلس الامن والدول الرئيسية في المنطقة، من بينها تركيا وايران وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي.
وأضاف أن «الاتحاد الاوروبي يمكن ان يساهم بدوره أيضا» موضحا انه «على نقيض لقاءات ما يعرف بمجموعة «اصدقاء سوريا»، التي جاءت لتأييد المجلس الوطني السوري فقط، فان الهدف من هذا اللقاء يتلخص في ان يتفق جميع اللاعبين الخارجيين ،في المرحلة الاولى بدون السوريين ،على تطبيق خطة كوفي عنان بشكل صادق وبدون ازدواجية في المعايير».
وتابع القول «من المهم ادراك ان المعارضة متنوعة، ومن ضمنها مجموعات موجودة داخل سوريا ترفض بشكل قاطع التدخل الأجنبي. اما المجموعات المعارضة الموجودة خارج البلاد فتدعو المجتمع الدولي الى قصف نظام الاسد وتغييره».
كارثة
وفي سياق الحديث عن استهداف النظام السوري عسكريا ذكر لافروف ان موسكووبكين تعتبران ان الدعوات للتدخل الخارجي طريق الى كارثة. وأوضح ان هذا الطريق يمكن ان يؤدي الى كارثة في المنطقة، واعرب عن امله في ان يدرك من يتبنى هذه المجموعات من المعارضة هذا الشأن وان يوقفهم عن هذه الدعوات المتهورة.
وعقب لقاءات ثنائية جمعت الرئيسين الروسي والصيني في بيكين أصدرت القيادتان بيانا مشتركا عبرا خلاله عن رفضهما القاطع للتدخل الخارجي في سوريا وفرض خيار تغيير النظام على السوريين.
وحذر الطرفان من تداعيات النزاع السوري على دول المنطقة بأسرها، مؤكدين ان «تطورات الأوضاع في سوريا لها أهمية كبيرة لضمان السلام والاستقرار في دول الشرق الأوسط والعالم برمته».
ووجهت موسكووبكين مجددا «دعوة ملحة الى ايجاد تسوية سلمية وعادلة للأزمة السورية بعيدا عن التدخل الخارجي، وذلك عن طريق وقف العنف من قبل كافة أطراف النزاع واقامة حوار سياسي شامل».
وشدّدت الوثيقة على ان «روسيا والصين تعارضان بشدة محاولات حل النزاع السوري عن طريق القوة والتدخل الخارجي، وتعارضان ايضا فرض خيار تغيير النظام على السوريين من قبل قوى خارجية، بما في ذلك من قبل مجلس الأمن الدولي».
وفي مقابل الدعوات الروسية لإطلاق الحوار السياسي في سوريا , قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتر الأمريكية أمس إن «البنتاغون» وضع خططا عسكرية لتنفيذ عمليات حربية ضد سوريا تستهدف دفاعاتها الجوية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه، وفي الوقت الذي ترفع فيه واشنطن من حدة خطابها ضد الأسد، يعكف البنتاغون على وضع الخط استعدادا لصدور قرار محتمل بتنفيذ عملية عسكرية يرجح أن تشمل هجوما إلكترونيا.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي دايف دبتولا، وهو مهندس الهجوم الجوي في عملية عاصفة الصحراء ضد قوات صدام حسين العام 1991، قوله إن «لدى سوريا دفاعات أرض جو أقوى بكثير من ليبيا».
ولفت دبتولا إلى امتلاك النظام السوري ل «نحو 130 موقعا لإطلاق صواريخ أرض جو منتشرة في أنحاء البلاد»، مشيرا إلى أنها «تشكل تحديا اكبر بكثير مما كان لدى العقيد معمر القذافي في ليبيا، لأنها تبقى في حالة تأهب عالية نتيجة التهديد المفترض الذي تواجهه من إسرائيل».
وأوضح الجنرال الأمريكي أن هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار لن تجدي نفعا ما دام باستطاعة الشبكات الدفاعية القوية لسوريا أن تسقطها لا محالة، مشيرا إلى «ضرورة استخدام طائرات هجومية سريعة مثل «أف-22» و«أف-35» لضرب هذه الأهداف وإيقافها عن العمل».