لا يزال سكان منطقة «السويهين» التابعة لمعتمدية تاجروين يعانون من صعوبة التزود بالماء الصالح للشراب ورداءة الطريق المؤدية إضافة إلى الظروف الاجتماعية الصعبة لأغلب العائلات.سكان هذه المنطقة من ضعاف الحال ويجدون صعوبة في توفير قوت عيالهم إلا أنه حين تسألهم عن حاجياتهم لا يذكرون سوى مياه الشرب. الماء أساس الحياة ودونه لا يمكن الاستمرار والاستقرار في هذا الإطار يقول السيد السبتي السويهي نحن نعاني من نقص الماء الصالح للشراب ونضطر إلى التنقل مسافات بعيدة لجلب الماء رغم أن لنا عدادات خاصة ولكن تركيزها كان بعيدا عن التجمعات السكنية، كما أن عملية فتحها لا يكون سوى مرتين في الأسبوع أي يومي الثلاثاء والسبت وباقي الأيام نحول وجهتنا إلى تاجروين أو منزل سالم ونلاقي من وراء ذلك أتعابا كبيرة وتزداد حاجتنا أكثر في فصل الصيف حين تشتد الحرارة ويكثر الاستهلاك. هذا بالنسبة للإنسان أما إذا أردنا سقي الحيوانات فإننا نضطر للتنقل مسافات بعيدة وأحيانا لا نجد ما يكفي من الماء فنقتنيه بأثمان باهظة حتى لا تموت مواشينا من العطش والحل يكمن في مد الأنابيب لتصل إلى المساكن وبالتالي يتجنب السكان عناء التنقل ولا بد من فتح العدادات طيلة الأسبوع فبدون الماء لا يمكننا أن نستمر. ويواصل السيد السبتي كلامه متحدثا عن الظروف الاجتماعية للمنطقة فيقول: ظروفنا صعبة جدا فهناك حالات تتطلب التدخل العاجل والسريع من جميع النواحي ولا بد من الالتفات إلى هذه المنطقة وإنقاذ سكانها من الفقر المدقع الذي يعيشونه ويجب إزالة المساكن التي لا تتوفر فيها ضروريات الحياة وتعويضها بأخرى وبالطبع لن يكون هذا ممكنا إلا إذا تدخلت الدولة وقدمت مساعدات مادية للمحتاجين وذوي الدخل الضعيف. من جهته يضيف السيد بوجمعة السويهي متحدثا عن شواغل المواطنين فيقول: إضافة إلى الماء الصالح للشراب نحن نعاني من رداءة الطريق ففي فصل الشتاء تكثر الأوحال وتتراكم مياه الأمطار ويصعب على المتساكنين المرور وخاصة التلاميذ الذين يضطرون إلى الانقطاع عن الدراسة أما في فصل الصيف فإن كثرة الأتربة والغبار وعدم وجود وسائل النقل من العوائق التي حالت دون استمرار الحياة في المنطقة التي غادرها العديد من المتساكنين وخاصة الشباب الذي سئم العيش ولم يعد بإمكانه البقاء ونزح إلى المدن الكبرى بحثا عن ظروف معيشية أحسن لعله يتمكن من بناء مستقبله قبل أن تمر السنين ويصبح تكوين عائلة من الأماني التي يصعب تحقيقها. أما الشاب عبد الستار السويهي فقال إن في المنطقة أراضي دولية ولا بد من استغلالها بطريقة جيدة وهذا لن يكون إلا إذا تم تقسيمها على الشباب الذي يرغب في العمل الفلاحي وبالتالي ستستغل هذه الأراضي بطريقة عصرية وستوفر مواطن شغل جديدة وسيتنوع الإنتاج ولن يكون مقتصرا على زراعة الحبوب التي غالبا ما يكون مردودها ضعيفا لارتباطها بكميات الأمطار بل يمكن تنويع الإنتاج كزراعة الخضروات وغراسة الأشجار المثمرة.