احتجاجا على تسليم «البغدادي المحمودي» دون تشاور مع الرئاسات الثلاث ،قرّر رئيس الجمهورية التونسية،بعد اجتماع مع مستشاريه، حذف اسم رئيس الحكومة «حمادي الجبالي» من قائمة أصدقائه على «الفايس بوك».وهدّد باعتصام مفتوح في قصر «قرطاج» يوحّد فيه حزبه المنقسم بسبب تحالفاته القديمة،ويمتنع فيه، بمعيّة مستشاريه، عن استعمال السيارات الرئاسية. قد يحتجّ الوزير المكلف بالإصلاح الإداري على تسليم «البغدادي المحمودي» يوم الأحد. لأنّ هذه العمليّة تتطلّب استخدام موظفين في يوم عطلة. وقد يطلب من المصالح المعنيّة تبيّن إن كان الذين تكفلوا بإيصال «المحمودي» إلى مثواه الأخير، سيحظون بعلاوة «الساعات الإضافيّة» أم لا خاصة وأن الوزير حريص على المال العام ،وعلى سيارات المستشارين التي يمكن أن يستعملها كلّ أفراد العائلة دون ترخيص. تسليم «البغدادي المحمودي» قرار سياديّ تمّ اتخاذه دون علم الولاياتالمتحدة الأمريكيّة مراعاة لفارق التوقيت. فالرئيس «أوباما» كان نائما ومن غير اللائق ديبلوماسيا إيقاظه من أجل موضوع لا يستحقّ. وكلّ تلميح أو إشارة إلى أن الحكومة الأمريكية تابعت الملف من قريب أو بعيد، هو من باب الشائعات المفضوحة النوايا ،وتُحمل على أنّها تشويش على عمل الحكومة تسليم «البغدادي المحمودي» تم بعد أن حصلت الحكومة على ضمانات من السعودية بتسليم «بن علي» مقيّدا في السلاسل. الإشكال الآن هو هل أنّ الطائرة التي ستؤمّن الرحلة من مطار جدّة إلى مطار تونس ستكون مدنيّة أم عسكريّة؟و هل سيرفرف فوقها العلم القطري أم الأمريكيّ؟ من الغريب أن يسكت كلّ العرب على تسليم بغداد صكّا على بياض للولايات المتحدةالأمريكية،وفي المقابل يولول بعض التونسيين ذوي النوايا المفضوحة دفاعا عن «بغدادي» فكيف يسكتون على بيع التراب ويبكون العباد؟ وزارة الصحّة قد تؤكّد أن «البغدادي المحمودي» كان مَحْموما في تونس. وكان لا بدّ من تنزيل درجة الحرارة عبر ترحيله إلى مناخه الطبيعيّ كي يستعيد نشاطه. راجت أنباء مسمومة أن «البغدادي المحمودي» اشتهى قبل تسليمه جولة بحرية على يخت الرئيس السابق المحجوز. ولذلك تحرّك اليخت وقام بجولته التي حيّرت أصحاب النفوس المريضة وجعلتهم يتحدثون عن تواصل الفساد ،وعن غياب الشفافية في التعامل مع الثروات المنهوبة. تسليم «المحمودي» يدخل في باب الشفافية،وتحقيق أهداف الثورة. «البوعزيزي» انتحر من أجل إعادة كلّ غريب إلى وطنه معزّزا مكرّما في طائرة خاصّة!!. بعض الألسن الخبيثة التي تعود إلى فلول النظام البائد ،و أعداء الثورة تردّد أن قرار تسليم «المحمودي» هو قرار قطريّ تم الاتفاق حوله على الأراضي الفرنسية!!. البغدادي ليس محمودا في كل الأوقات. والمحمود ليس بغداديّا بالضرورة.عيب بعض النفوس المريضة التي تعاني من عمى «جيواستراتيجي» أنّها تريد أن تقنع حكومة منتخبة وتملك الشرعيّة بأن البغدادي محمود دائما رغم الضغوط!!!. تجوع الحكومة ولا تأكل بمبادئها.هذا شعار تحرص كلّ حكومة منتخبة على رفعه في زمن علا فيه شعار «سلّم... تسلم».