افتتح مؤخرا ببنزرت مركز التثقيف والتربية في مجال حقوق الإنسان ومثلت مسالة نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة في أجندا المجتمع كرافد أساسي للانتقال الديمقراطي وموقف المجتمع المدني من قضية البغدادي المحمودي من ابرز محاور الاهتمام . توزعت أشغال هذه الفعالية بين ندوة صحفية بمقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبين تدارس جملة من المسائل على هامش تدخلات ممثلي المعهد والرابطة وعدد من الوجوه الحقوقية والنقابية في المجال إضافة إلى فقرات فنية بالساحة العمومية قبالة بلدية بنزرتالمدينة . وفي مستهل اللقاء اعتبر السيد: احمد قلعي «منسق مركز التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان بولاية بنزرت أن يوم الافتتاح هوتحقق حلم راود نشطاء المجتمع المدني والحقوقيين سنوات طويلة نحونشر هذه الثقافة. متوقفا عند أوجه من ظروف توفر الفرصة اثر اتفاق شراكة مع الوزارة المعنية بقطاع التربية في البلاد. وعن المهام المرتقبة للمعهد أوضح أنها ستشمل التدخلات في أوسع نطاق الفئات العمرية والاجتماعية وهوالفضاء منفتح من حيث الموقع بدوره على الشارع في قلب مدينة بنزرت وانه من المؤمل الوصول إلى تدريب بصفة دورية للفئات الشبابية والتربوية خاصة ان جوهر أنشطة المركز هي نشر مثل هذه الثقافات للأجيال المتعاقبة مستقبلا . وأضاف الوجه الحقوقي انه من المبرمج إعداد في الغرض 300 مدرب شهر اكتوبر القادم. من جانبه اعتبر السيد: «عبد الستار بن موسى» رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عند رمزية مثل هذه المناسبات نحودفع تعريف ثقافة حقوق الإنسان بعد الثورة في مختلف الولاياتالتونسية عبر نسيج جمعياتي وبتعاون بين مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية. فيما وصف السيد: عبد الباسط بن حسن « رئيس المعهد أن هذه المنظمة تمتاز بتركيبة غير عادية على حد وصفه لأنها غير معزولة بل نتاج مجهودات عديدة . وان إحداث المركز الثاني في بنزرت بعد ولاية مدنين يعود إلى استشعار تعطش فعاليات المجتمع المدني لمثل هذه الثقافة خاصة وإنها تتوجه إلى فئة هامة وتنفتح في الأثناء على المؤسسات التعليمية بامتياز .
وقد واكب المداخلات المبرمجة عدد هام من الوجوه الحقوقية الناشطة والمناضلة سنوات الجمر من بينهم السيد: «محمد صالح البراطي» وقدور بن يشرط والسيدة سعاد حج».. وذلك وسط تغيب شيخ المناضلين في بنزرت بسبب وفاة احد أقاربه وذهبت بدورها الى تحديات عمل المعهد في تونس وقضية الساعة المتعلقة بتسليم رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي فضلا عن التفكير في مسالة إعادة الحياة لثقافة حقوق الإنسان في المنظومة التربوية التونسية عبر نافذة مادة التربية المدنية وتعديل البرامج التربوية انطلاقا من مرحلة المدرسة . وتوقف السيد «عبد الستار بن موسى» في الأثناء عند ما سماه سنوات الجمر من محاصرة للمناضلين من الوجوه الرابطية وغلق الفروع. وأن من ابرز من دافعت عنهم هذه المنظمة العريقة في مجال حقوق الإنسان وزراء حكومة الجبالي مشيرا في الأثناء الى صعوبات تلاقي تعامل الرابطة مع البعض من الوزارات لاسيما السيادية منها. واكد أن من ابرز الأهداف إيجاد آليات كفيلة لنشر ثقافة حقوق الإنسان لكل الأجيال بالنظر إلى استحقاقات الانتقال الديمقراطي . وان من التحديات قبول الاختلاف حيث تحتكر الحكومة على حد قوله الكلمة. متوقفا عند كبرى الرهانات بالمرحلة الانتقالية من إصلاح المؤسسات الأمنية والقضائية. وفي اتجاه اخر ذهبت بعض التدخلات إلى رفع غطاء الأخطاء البيروقراطية عن النوادي المحدثة للغرض وضرورة مراجعة محتويات الكتب المدرسية والبرامج لاسيما ما تعلق منها بمفهوم المواطنة.