لم يكف متساكنو مدينة باجة عن التذمر من انتشار الأوساخ وتراكم بقايا أنقاض المنازل في مختلف أحياء المدينة وشوارعها وهو ما دفعهم إلى تحمل مسؤولية نظافة محيطهم وإنقاذ أحيائهم من خطر صحي وبيئي محدق من خلال حملة نظافة واسعة. الظاهرة لم تشمل ولاية باجة دون غيرها من المدن الأخرى حيث تواترت أخبار تذمر المواطنين من هذه الظاهرة على صفحات الجرائد وضمن برامج تلفزية فضلا عن التعاليق والصور التي نشرت على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي «فايس بوك» لأكوام فضلات المنازل والمحلات الملقاة أمام المنازل وفي زوايا الأزقة والأحياء وحتى أمام المدارس والمعاهد والمصحات وهو ما دفع متساكني باب العين من مدينة باجة العتيقة الى التحرك الجماعي بعد نداءاتهم المتكررة إلى الجهات المعنية وخاصة البلدية عبر التشكيات ووسائل الإعلام المسموع والمكتوب للتخلص بإمكانياتهم المادية والبدنية وبمساعدة البلدية ومعتمدية باجة الشمالية من الفضلات المتراكمة التي أصبحت جبالا تهدد بكارثة صحية كبيرة.
حجز المتساكنين لجرارات البلدية في أواخر الشهر الماضي كانت الشرارة الأولى التي حركت الهمم ودفعت رجال المدينة العتيقة بباب العين وخاصة الشباب الى التحرك لإنقاذ أحيائهم من الوضع الكارثي الذي أصبحت عليه بتكوين جمعية «أحباء المدينة العتيقة» كما قام المتساكنون بطلب الدعم من البلدية والمعتمدية لتوفير العمال والجرارات وآلة رافعة لنقل أكوام الفضلات وجبل الركام الممتد الذي يتوسط بطحاء باب العين متسببا في انزلاقات خطيرة أسفل المنازل وفي إفقاد هذا المكان جماليته وآثاره التاريخية التي كانت تميزه.
وفي لقاء لجريدة «الشروق» بمجموعة من متساكني الحي وأعضاء جمعية «أحباء المدينة العتيقة» في اليوم الأول من انطلاق حملة النظافة ، أكد الجميع أن الكيل قد طفح من المنظر المزري الذي هيمن على المدينة بما في ذلك أحياء بطحاء باب العين التي أصبحت مصبا للفضلات وركام البناءات، وقد أرجع البعض هذا الوضع الى الفوضى التي يشهدها باب الجنائز للمنتصبين عشوائيا من الخضارين الذين تكاثرت أعدادهم إلى درجة إغلاقهم الطريق الرئيسية من جهة فضاء العروض الثقافية « الكنيسية» التي من المفروض أن تمر شاحنات نقل السلع عبره لإيصالها إلى أصحابها والتي عسرت عملية مرورها جراء تفاقم عدد المنتصبين واختلاط حركة المرور بالمارة والسيارات والدراجات النارية فاستحال العبور من هناك ليصبح طريق القباضة الذي يمر ضرورة عبر أحياء المدينة العتيقة السبيل الوحيد لإيصال السلع إلى أصحابها وإلقاء ما زاد عن الحاجة في بطحاء باب العين حيث تفاقم حجم أكداس النفايات التي مثلت ملاذا مغريا لجحافل الجرذان والناموس فضلا عن الروائح الكريهة التي أزعجت المتساكنين وعمقت مخاوفهم من الأخطار الصحية الواردة.