بين رمضان اليوم و زمان في مدينة الحمامات تقول الحاجة صبيحة الطرابلسي البالغة من العمر 88 سنة فرق شاسع على أزيد من مستوى و ربما أهم ما كانت تميزه منذ 80 سنة هي اللمة العائلية حيث في هذا الشهر الكريم الجميع يتجمعون على مائدة واحدة عند الإفطار و يكثرون من الزيارات و السهرات العائلية. فمثلا الأب الذي له أزيد من ابن متزوج و مستقل عن العائلة في السكن و الأكل ينظم إلى العائلة الأم في رمضان و يصبح الكل شركاء في كل شيء خاصة في الأكل وكل شيء ينتهي في اليوم الموالي لعيد الفطر حيث يعود كل طرف للوضع الذي كان عليه قبل دخول شهر الصيام و تراهم عند الانفصال متأسفين للغاية على انتهاء الفترة التي قضوها مع بعضهم والتي لا يوفرها لهم سوى شهر الصيام.
بعد ذلك تصمت محدثتنا برهة من الزمن وتقف ضمن سجلات الماضي عند ذاك الخاص بموعد الإفطار فتقول: يا حسرة زمان كان كل سكان الحمامات يعتمدون على معرفة موعد الإفطار من خلال صومعة جامع البلاد العربي لأنه كان الوحيد ولم تكن هناك مكبرات للصوت يسمع بها الناس الآذان وحتى المدفع الحالي ببرج المدينة العتيقة لم يكن موجودا في الثمانيات.
أما عن محتوى الإفطار في الماضي فكان يحتوى على أكلات مفيدة ودسمة من ثمار و حليب و بسيسة و حلبة و شربة تشيش وخال من حلويات اليوم وما شابهها من ياغرت وشامية و غيرهما.
وبوصولها للحديث عن السحور تقول ضيفتنا أن الكل كبار وصغار كانوا يتسحرون أما عن توقيته فيعلم به العائلة كبيرها الأب أو الأخ الذي يتكفل بذلك وأحيانا يعتمد الجيران على كبير معين في الحي ليعلمهم بموعد حول السحور وكان يقبل بذلك ..