عقدت جامعة كرة القدم جلسة عامة دعت اليها نوادي الرابطتين المحترفتين الاولى والثانية وتم خلال هذه الجلسة تمرير مشروع الشكل الجديد للبطولة في الرابطتين في الموسم القادم. هذا الخبر معلوم للجميع طبعا لكن لم أذكره من باب التكرار بل لأضع المسألة في الاطار فهذا الاجتماع كان مصيريا لكرتنا اذ حدد طبيعة الموسم القادم الذي هو بمثابة المرحلة الانتقالية من مرحلة الى أخرى... من مرحلة البطولة ب 16 ناديا الى مرحلة البطولة ب 14 ناديا لكن رغم قيمة هذا القرار وانعكاساته المباشرة على مردودية كرة القدم التونسية من حيث النتائج وتطوّر المستوى او تدنيه فإنه اي القرار لم يشارك في صياغته فنيون حتى وإن قيل ان الإدارة الفنية للجامعة شريكة في القرار فالضرورة والمنطق والاتعاظ من التجارب السابقة الفاشلة تقضي كلها باستشارة أهل الذكر جميعا من المدربين العاملين في الرابطتين إضافة الى الأسماء الكبيرة الأخرى في عالم التدريب التونسي اذ من السخف ومن البلاهة بمكان ان نعرض هذا القرار على التصويت دون مناقشة تداعياته الفنية وأكثر من ذلك من البلاهة ان نعطي حق تقرير مصير كرتنا ونظامها في الموسم القادم لأشخاص قد لا نجدهم في دفة التسيير بعد نهاية هذا الموسم اي أنهم سيخططون ويهندسون ويقررون لغيرهم وإذا عرفنا ان اي هيئة لاحقة هي في أغلب الأحيان لاعنة للهيئة السابقة علمنا اي حجم للتعاون بينهما حتي تحدد هذه ظروف عمل تلك... هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن كل المظلعين على المشهد الكروي في بلادنا متفقون بالأغلبية المطلقة بل بنسبة 100٪ ان المسؤولين على النوادي لا يفقهون في أمور الكرة شيئا فأغلبهم لم «يصفر عليه يوما حكم» وأجزم جزما أنهم جميعهم لا يفقهون اي فرق بين بطولة ب 16 ناديا وأخرى ب 14 ناديا ولا يقدرون على تحديد فائدة فنية واحدة من وراء هذا القرار أو ذاك... ولعل ركض بعضهم وراء أخذ صور تذكارية مع رئيس الافريقي سليم الرياحي واهتمام آخرين بالصراع الخفي بين بالنور وبن غربية بل ان رئيس النادي الصفاقسي المنصف السلامي حضر قبل الجلسة ثم اختفى حين انطلقت فعالياتها... حقيقة مسكينة كرتنا يقرر مصيرها من لا يفهمون فيها ويسيرونها الجاهلون بها ثم نريد التألق عالميا وافريقيا... فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟!