أسس البحارة الفينيقيون سوسة في القرن التاسع قبل الميلا، وكان اسمها في القديم «حضرموت» Hadrametum واضطلعت بدور كبير في الحروب البونيفية بين قرطاج وروما اذ اتخذها حنبعل قاعدة لعملياته العسكرية ضد شيبيون الافريقي Scipion. وبلغت في العهد الروماني الأوج فقي الازدهار الحضاري والتجاري بفضل خصب الاراضي المحيطة بها، واتصفت مبانيها بالبذخ والأبّهة، وفي أواخر القرن الثالث الميلادي أصبحت سوسة عاصمة لمقاطعة بيزاسان Byzacène.
وفي العهد البيزنطي صار اسمها مدينة الامبراطور جوستينيان Justinier Polis ويتضمن متحف سوسة عددا من أجمل القطع الفسيفسائية الرومانية وأواني الفخار والفوانيس المسيحية. كانت سوسة في العهد الروماني من أهم الموانئ تصدر منها الحبوب من الشمال نحو المقاطعات الرومانية، لذلك نجد كثيرا من القطع الفسيفسائية بمتحف سوسة تثمل مشاهدة فلاحية تدل على منتوجات زراعية وفلاحية مختلفة من بقول وثمار خاصة ثمرة الزيتون، وكانت تستخدم بالاضافة الى الغذاء للإنارة والعلاج وهي ترمز الى السلم. يتبع