وقد اعتنى الأغالبة بسوسة بعد فتحها على يدي عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح. وكان كثير من العلماء يرابطون بها خلال السنة ومنهم من كانت له فيها أراض يفلحها مثل الامام سحنون بن سعيد صاحب المدونة في المذهب المالكي، فكان الطلبة يقيمون فيها فيرتب لهم دروسا، وتنقل الحياة العلمية والأدبية من القيروان خلال الصيف إذ يقصدها كثير من العلماء القيروانيين للاصطياف فيها. وقد أقام الأغالبة كثيرا من المعالم التاريخية فيها نذكر منها قصر الرباط هذا «المعلم الشامخ البناء، الرافع برأسه الى السماء»، والمنار المقام سنة 206 ه (ست ومائتين) والجامع الكبير المشيّد سنة 227ه، المقام على عرصات تحمل الأقواس وله صحن فسيح، زخرفت على جدرانه الأربعة بكتابة كوفية أغلبية ذات قوة ومتانة وجمال». وقد درّس به كثير من علماء القيروان والأندلس نذكر منهم يحيى بن عمر الكناني صاحب كتاب «أحكام السوق» والإمام سحنون بن سعيد وعبد اللّه بن أبي القيرواني صاحب «الرسالة» في الفقه.
ومن أبرز المعالم التاريخية الاسلامية بسوسة السور الذي بناه زيادة اللّه الأغلبي (ت 223 ه) بأبراجه الأربعة، وأبوابه الثمانية منها باب البحر وكان يخرج منه الناس الي دار الصناعة، وهي تصل الى ناحية برج خديجة كما حقّق ذلك حسن حسني عبد الوهاب في كتاب «ورقات» (ج2 ص 29).