تعرف مدينة سليانة في هذه الفترة من هذا الفصل (الصيف) ارتفاعا في درجة حرارتها وذلك بسبب انخفاضها. وبما أن المنطقة بعيدة عن الشريط الساحلي فإن قضاء أيام رمضان لدى العديد من المتساكنين سيكون حتما مغايرا لبعض المدن الكبيرة التي تتموقع بجانب البحر. أبناء المنطقة لهم طرق خاصة لتمضية أيام رمضان الذي تزامن خلال هذه السنة مع شهر «أوسّو». السيد مصطفى اليحياوي ممرض بمستشفى سليانة يقول عن هذا الموضوع بأنه يحبذ العمل في هذا الشهر عكس بعض زملائه لأنه يري بأنه شهر عمل وكدّ وليس شهرا للنوم وما إن ينتهي من عمله يقصد منزله للخلود الى النوم لبعض الوقت ثم يقصد في المساء سوق الخضر والغلال لشراء ما يلزم للمطبخ وما ان ينتهي من قضاء شؤونه المتعلقة بمشتريات المنزل أو بالأحرى لتجهيز وجبة الافطار يركن بعدها في الدار لمشاهدة التلفاز.
أما السيد ابراهيم السمعلي، متقاعد يضيف عما سبق، بأنه وفيّ لاقتناء أحد الصحف اليومية فيقوم بقراءتها كلها مما تسهل عليه عملية تمضية الوقت أما في المساء فيقصد بعض الأصدقاء من أجل لعب الشطرنج الى حين موعد الافطار ويقول بأن هذه العادة دأبت عليها منذ إحالتي على التقاعد.
السيد عبد الوهاب بن علي شاب في مقتبل العمر وعاطل عن العمل يقول بما أن مدينة سليانة لا يمكن التجوال بها في هذه الفترة فإني أنتهز فرصة شهر رمضان المعظم للخلود الى النوم الى ساعة متأخرة من اليوم ثم بعدها أقوم بنزهة للاستطلاع في سوق الخضر والغلال لشراء بعض الحاجيات التي تأمرني بها والدتي ثم بعد ذلك أستغلّ اقتراب آذان الافطار لمدّ يد المساعدة لوالدتي في المطبخ حيث أقوم بطهو «الملسوقة» مع تحضير السلاطة الى أن يحين موعد الإفطار.
أما السيدة (ب. ش) تقول بما أن زوجي يعمل بإحدى الادارات العمومية فإني أقوم مطلع النهار في هذا الشهر لأقصد السوق البلدي يوميا والتطلع الى آخر أخبار السوق وآخر مستجدات العرض والطلب من خضر وغلال ولحوم لملإ القفة بما طاب وبما تشتهيه العين وبما يسمح به المصروف ثم بعد ذلك أقصد المنزل وعند الرابعة مساء سأكون على موعد مع المطبخ الى أن يحين موعد الافطار من أجل تلبية شهوات أفراد العائلة.