شهد حفل تكريم الرياضيين مساء أول أمس في قصر قرطاج حادثة غريبة تمثلت في «معركة» بين رئيس الترجي الرياضي حمدي المدّب ورئيس النادي البنزرتي مهدي بن غربية. الخلافات بين الناديين تجاوزت هذه المرة الخطوط الحمراء ولم تعد تقتصر على «المعارك» الاعلامية والتصريحات النارية لتتحول الى مواجهة مباشرة في قصر قرطاج بين رئيسي الناديين قبل انطلاق حفل التكريم.
المدّب يرفض مصافحة بن غربية
لأن العلاقة بين الطرفين كانت مشحونة أكثر من اللزوم بسبب التصريحات الاعلامية هنا وهناك فإن حصول ما يسمّى «حادثة قرطاج» كان أمرا متوقعا رغم أن الرياضة بريئة عن حدوث مثل الخلافات. رئيس الترجي الذي كان من بين المدعوين الى الحفل الى جانب رئيس النادي البنزرتي رفض مصافحة بن غربية عندما تقدّم إليه معتبرا أن ما قام به من ذنب في حق الترجي يحتّم عليه عدم مدّ يديه الى رئيس النادي البنزرتي مما أثار حفيظة مهدي بن غربية ليدخل الطرفان في نقاشات حادة تعلقت بسير البطولة وصراع الطرفين على اللقب.
تراكمات الماضي
في الحقيقة ما حصل بين رئيسي الترجي والنادي البنزرتي لم يكن وليد الصدفة أو نتيجة انفعال ظرفي بل ان ارهاصاته كانت متجذرة من فترة طويلة من الموسم الحالي بسبب الصراعات الخفية بين الطرفين من خلال التصريحات الاعلامية والمناورات المتكرّرة من أجل لقب البطولة وخاصة تصريحات رئيس النادي البنزرتي التي رآها الترجيون مسيئة الى فريقهم وما زاد الأمور توترا إعادة مباراة الترجي والنجم الخلادي والتي مكنت فريق باب سويقة من الانفراد بالطليعة قبل أن يتعثر ويقتسم الصدارة مع «عدوّه» اللدود بما أن الأمور وصلت الى هذا الحدّ من الخلافات.
... في مصلحة من ؟
بطولة هذا الموسم ليست الأولى والأخيرة في تاريخ البشرية وكرة القدم نتائج تزول لكن العلاقة بين الأندية تبقى على مرّ التاريخ راسخة لا يجب أن تزحزحها مجرد اختلاف في الرأي أو خلاف حول قضية والدرس جاء من قضية النجم الساحلي مع ال«كاف» عندما تضامنت معه كل الأندية لا سيما منها الترجي نفسه والمطلوب الآن من العقلاء التدخل لإعادة المياه الى مجاريها لأن الترجي لن يفقد هيبته إذا خسر اللقب والنادي البنزرتي لن ينقص من قيمته شيء إذا مرّ بجانب التتويج وتواصل توتر العلاقة بين الطرفين لا تخدم مصلحة أحد.