ما كنت أتوقع أن تصل الثورة التونسية إلى ما وصلت إليه من مضايق تدعو وقد جد الجد إلى تعاون جميع القوى الوطنية لاجتيازها بسلام. ولئن لم يكن الوعي الوطني أمس على خطإ فانه اليوم على حق: فهو لم يخطئ حين صرخ أن لا إقصاء بعد اليوم ولا تهميش ولا خوف... وهو لم يخطئ حين استجاب إلى من دعاه يوم 23 أكتوبر إلى انتخاب من يرتضيه لكتابة دستور جديد للبلاد... وهو لم يخطئ يوما في تأكيد حقه في مراقبة أداء من استثاقه.
ولا ريب أنه من الحيف مطالبة الحكومة الحالية بأن تأتي على تخلف القرون. لقد أنجزت دولة الاستقلال الكثير ولكن ما بقي عليها انجازه أكثر وأخطر ولا يمكن لأي كان أن يدعي أنه بإمكانه الانتصار في «معركة الجهاد الأكبر» بين عشية وضحاها.
واعتقادي أنه من الحيف محاسبة الحكومة الحالية على ما تقع فيه من مزالق بحكم قلة الخبرة ومصاعب التعلم 'أو على ما يطفو على السطح بين الفينة والأخرى من علامات سوء التفاهم بين أعضائها سواء بحكم اختلاف المشارب أو بفضل حرية الاجتهاد او طبيعة الأمانة التي يتحملها كل طرف في «الترويكا». فليس على ما يبدو لي من موقع المواطن أن يلام الدكتور بن جعفر بالصفة التي هي له على ما لا دخل له فيه. فالسياسي يحاسب على النتائج لا على الوسائل أو على لحظات من المسيرة الكلية. أما سيادة رئيس الجمهورية المؤقت فيصدق فيه في حدود مسؤولياته قول من قال «الأسلوب هو الإنسان ذاته». ومهما يكن من أمر فقد بانت عليه أخيرا بوادر عودة الروح المتمردة التائقة إلى توسيع دائرة الحرية بدل تعداد «الخطوط الحمراء» المؤذنة بوأد الحرية .
والحقيقة أن ما يخيف اليوم في الوضع الوطني تدقيقا إنما هو الخوف على الحرية من الخائفين من الحرية .فكيف نفسر سوء التفاهم المتزايد بين الحكومة والقوى الاجتماعية من نقابيين وجامعيين وصحافيين وفنانين وقضاة ومهندسين والناشطين في المجتمع المدني وحتى رجال الأمن أحيانا ؟وما عسى للحكومة ان تقول لهؤلاء المظلومين المحرومين من ابسط أسباب العيش الكريم ووزراؤها لا يحصون عددا ونفقات الحكم لا تقف عند حد وكرم الاستعداد للعطاء لذوي القربى دون حساب وفي غياب القضاء يسيل لعاب العاجز عن الفوز بقوت يومه ويزيد جراح الضحايا نزيفا؟ وكيف نفسر تكاثر تقنيات التلهية وقد أضحت سمجة لفرط المعاودة والكر والفر وبحكم ما تلتئم عليه من مضامين لا تخفى حماقتها على شعب ربته مدرسة الجمهورية كبدعة خفض البنات أو الدعوة إلى تطبيق حد الحرابة أو القول بعلوية الفقهاء على إرادة الشعب بدعوى تطبيق «حكم الله»... ما أبعد هؤلاء من رصانة رسول الإسلام حين نهى احد أمرائه وأظنه بريرة عن ان ينزل خصومه «عند حكم الله» لأنه لا يعلم أيصيب حكم الله فيهم أم لا وأمره بان ينزلهم على حكمه وحكم أصحابه. وما أغرب هؤلاء عن رزانة الفاروق في موضع الحكم بين الناس إذ نهى كاتبه ان يكتب : «هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قائلا له : بل اكتب هذا ما رأى عمر ...
ويحق للتونسي أن لا ينتظر خيرا ممن تأبط شرا وخرج جهرا بهارا لوأد الإبداع الفني والاجتهاد الفكري حيثما حل فنان أو مفكر ...ولا أظنني في حاجة إلى سرد أمثلة مؤلمة يعرفها القاصي والداني واكتوى بها الرجل والمرأة ومس ضرها الكبير والصغير فضلا عما تتعرض له الاجتماعات السياسية والتظاهرات الثقافية من اعتداء سافر على مرأى ومسمع من قوات الأمن, وانى لها ان تقوم بالواجب وقد أمرت «بضبط النفس»؟ وللتونسي ان يغضب لما يواجه به حقه في التظاهر من المنع أو المضايقة حينا ومن العنف المادي أو اللفظي أو هما معا في اغلب الأحيان. ولما كان الامر كذلك كان لنا ان نتساءل في حيرة من أمرنا: لمن تدق الحكومة أجراسها ؟
لا مراء في أن من واجب الدولة فك الاعتصامات العشوائية ومظاهر الفوضى المخلة بسير دواليب الإنتاج غير انه ليس من حقها ان تفك اعتصام شباب معطل عن العمل جاء يطالب الحكومة بانجاز ما وعدت به في حملتها الانتخابية أو جاء يطالب بحق لا مرية فيه كحق جرحى الثورة في ما هم أهل له من العناية أو حقوق عائلات الشهداء المعنوية والمادية وهي لا تتخذ في مقابل ذلك أي إجراء لتأديب ثلة قليلة عطلت دروس الآلاف بتعلة «حرية اللباس» مثلا. فحتى لو سلمنا جدلا بأن «منقبات منوبة» على حق فقد كان الأولى بهن أن يقاضين المجلس العلمي بدل شل الجامعة واهانة الجامعيين ' وكان على الحكومة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية منظوريها وصيانة مؤسسات الدولة.
ومما يدعو أكثر إلى الخوف على مآل الحرية في تونس اليوم , ضيق صدر الحكومة من المراقبة. والحق أن واجب مراقبة المنتخب في كل فكر سياسي سلمت مفاهيمه , لا يقل خطرا عن حق انتخابه وأن شرعية الانجاز لا تقل أهمية عن شرعية نتائج صندوق الاقتراع لذلك كان من حق المواطن أن يسال من ائتمنهم على وطنه عم فعلوا بما ائتمنهم عليه وكان له أن يطالب في غير شطط بما يطمئن به قلبه حكمة في التخطيط ومهارة في الأداء وشفافية في المواقف ودقة في المواعيد , ووفاء بالعهود.
ومن علامات التنكر في تونس اليوم لهذا المبدإ الأصلي في المراس الديمقراطي أن يطلع علينا من حين إلى آخر من يتهم المواطن «بالتآمر على الثورة مع جهات أجنبية مشبوهة» أو بتعطيل عمل الحكومة في مجرى رفض «أسلمة البلاد والعباد» بعد طول غربة متوهمة عن الهوية أو غير هذا وذاك مما يتخذ تكئة لتغطية ضبابية الرؤية أو لتبرير الفشل في العمل أو وهو الأخطر للتلهية عن مقاصد لا تفصح عن حقيقتها إلا عبر «فلتات اللسان» أو التأكيد الإنكاري ذاك الذي يسلب علنا ما يوجبه إضمارا كقول الجائع: «لا تظنن أني اشتهي طعامك» أو كقول السياسي : «لا تظنن أني أرغب في البقاء في الحكم...» أو ما شابه هذا وذاك من تقنيات التخفي واليات المراوغة وأساليب «التقية» التي تدفع إليها أوضاع غير ملائمة لتحقيق الرغبة في الحال أو في المستقبل القريب.
والأكيد أن الأخطر من ذلك كله أن يعمد المؤتمن على مؤسسات الدولة عن حسن نية أو عن إضمار شيطاني إلى «تحزيبها» أي إلى «خوصصتها» وبالتالي إلى تخريبها سواء بوضع اليد على العاملين فيها بضمان ولائهم أو بتعطيل سيرها العادي أو ببعث «مؤسسات موازية». فالتونسي عامة والتونسية خاصة أصبحا يضيقان ذرعا بما يسميه البعض «الميليشيا» و«بشرطة صاحب الحسبة» ترهب الآمنين تحت غطاء «الامر بالمعروف والنهي عن المنكر». كما أصبح يسوؤهما ما يريان رغما عنهما من اعتداء على بيوت الله أيمة تنزل وأيمة ترفع ومصلون يتنابزون بالألقاب ويتعازرون بالأحذية.والتونسي والتونسية يستاءان من تحويل مواقع عامة إلى جوامع يوم العيد دون داع ودون ترخيص مسبق من السلطات ذات النظر بل إن الأمر بلغ حدا غريبا حين تجاسر مواطن كان أمره ما كان على إغلاق جامع الزيتونة المعمور الذي لم يغلق منذ أربعة عشر قرنا... واغرب من ذلك أن تسلم الدولة نفسها جامع الزيتونة ملك الدولة للخواص ليجعلوه محلا لتعليم خاص.
وليس يخفى ما في هذه الإجراءات من استخفاف مزدوج بقوانين الدولة بوضع مرفق عمومي تحت تصرف الخواص والسماح بتعليم خاص يناقض ما تسمح به القوانين المنظمة حاليا للقطاع أي مجرد إمكانية إجراء تعليم عمومي في مؤسسات خاصة مع إخضاع ما زاد عن البرامج العمومية الرسمية إلى ترخيص إضافي .ولما كان الأمر كذلك ماذا لنا أن نقول غدا لأطفال زج بهم اليوم في مؤسسات تعبئة ايديولوجبة تحولهم عما قريب إلى قنابل موقوته؟ ما هي النتيجة الفعلية إذا تواصل هذا الوضع وفات التلافي في الحال وتعذر الاستدراك لا قدر الله؟ بيان الواضحات من الفاضحات كما يقال: انه عندها وهن الدولة سياسيا وذهاب سلطتها اجتماعيا وانقسام الشعب فكريا وعقديا أي باختصار خراب الوطن ...وهو ما لا يرضاه تونسي ذاتيا ولكنه آت موضوعيا إذا لم نتدارك أمرنا قبل «خراب البصرة».
وأخشى ما يحق للمرء أن يخشاه أن يكون ذلك المآل المحتمل مبرمجا له سلفا عن وعي أو عن غير وعي. فالمولعون من منطلق عروبي مشروع ولكنه غير مفهوم على حقيقته بتقزيم الذات الوطنية باعتبارها «دولة قطرية» لا مستقبل لها, والحالمون «بالخلافة الإسلامية» المستعدون لإفناء الثلث لإصلاح الثلثين لن يدخروا جهدا في سبيل «انحلال الدولة الوطنية» استعدادا لذوبانها في كيانات وهمية أرحب وأخصب يرونها على مرمى حجر لفرط شدة ما لحقهم من وهم ما وردت به أنباء ولا استقام في أذهان. وليس يخفى ما في مجرد فكرة إعادة رسم خريطة الوطن الصغير والتفويت في مكتسبات «الدولة القطرية» من تهيؤ قد لا يعي حقيقته لتقبل فكرة إعادة رسم خريطة الوطن الكبير حتى لا يكون عربيا إلا على قدر ما تسمح به هويته الجديدة كان يكون مثلا شرق أوسطيا... وقد أصبح التشرذم واقعا في السودان وشبه قائم في العراق الشهيد وربما غدا في سوريا الدامية الحزينة... فما ضاعت أوطان الا من وهن أبنائها وما هانت شعوب إلا من هوانها على نفسها.
لذلك لن يتيسر «للتشظي» أن يأخذ طريقه إلينا عبر تقسيم التونسيين إلى «إسلاميين» و«علمانيين» و«حداثيين» و«أصوليين» و«وسطييين» و«سلفييين» والى «أيتام زيد» و«غلمان عمرو» بتوسط نشر ثقافة الحقد والكذب وصقل الأعراض بالسنة حداد فضلا عما يسندها من رؤى «نظرية» بؤسها اظهر من أن يخفى مثل تلك القائلة «بالتدافع الاجتماعي» اسما آخر للتناحر والبغضاء والفوضى وسائل ليس أنجع منها في كل عصر وفي كل مصر للتفويت في سلطة الدولة تمهيدا لقيام دكتاتوريات زاحفة أشدها ضررا تلك التي تدعى وصلا بالنفحات الربانية من جهة مصدرها وتطبيق «حكم الله» من جهة غاياتها ..
فليس ثمة اليوم أهم من إنقاذ تونس وهو ما لا يمكن أن نهتدي إليه ولا أن نقوى عليه إلا بالتمسك في إيمان الأنبياء بالوحدة الوطنية والدفاع عن مكاسب دولة الاستقلال على نقائصها وفي مقدمتها مجلة الأحوال الشخصية ووحدة النظام التربوي وبقاء مدرسة الجمهورية على مصاعبها ركنا وثيقا لحفظ قيم الجمهورية والارتقاء بدولة الاستقلال الوطنية إلى مصاف الدولة الوطنية الديمقراطية...
ومدرسة الجمهورية هي هؤلاء المربون في مختلف مواقع النضال اليومي وهي هؤلاء القضاة والمحامون والصحافيون والشعراء والمغنون والمسرحيون والرسامون والمهندسون والعمال ورجال الأعمال والساهرون على امن الوطن داخليا وخارجيا ...مدرسة الجمهورية هي كل هذا وأكثر ..إنها قيم الوطنية والعقل «الدرب على الصواب» وإرادة الولاء لتونس ولتونس وحدها ...وذلك بعض ما يميزها عن بقية المدارس ولا سيما مدارس فضائيات البترودولار» ... فضائيات تكريم المرأة بضربها... ورضاع الكبير... وزواج الرضيعة والإفتاء بشرعية ما يترفع الكريم عن ذكره إلى ما هنالك من التخريف المتعمد والتجهيل المقصود.
ذلك هو رهان يومنا في هذا الطور الثاني من المرحلة الانتقالية بعد أن ربحنا رهانها الأول ببعث مجلس تأسيسي انبثقت عنه حكومة شرعية. ومهما كانت مصاعب هذا الطور الثاني ومحدوديته أفقا وطموحات وانجازات فان الشعب سينسى الكثير من معاناته بمجرد أن يوضع له دستور جديد يلبي بحق نداء الثورة «بالشغل والحرية والكرامة الوطنية» وبمجرد أن نمر من جديد إلى صناديق الاقتراع لنجدد العهد مع حرية الاختيار في ظروف تكون على الأقل مماثلة لتلك التي جرى فيها الموعد الأول... وليس ذلك بعزيز على التونسي وقد تعلم منذ قرون كيف يضرب المواعيد مع التاريخ.
غير أن ما شهدناه إلى حد الآن من خطوات في ذلك الاتجاه لا يبعث على الارتياح. فمسودة الدستور دون المنتظر بما لا يقدر ذلك أن أي دستور حين يخدم بالصواب لا يتضمن الا فكرة واحدة هي فكرة الحرية يقلبها على وجوهها المختلفة كحرية التفكير والتعبير وحرية المعتقد والمساواة بين المواطنين نساء ورجالا فقراء وأغنياء سمر الجباه وأشقر البشرة... ويوفق بين أبعادها المتباينة حتى التناقض أحيانا كحق الملكية وواجب حفظ عرق الجبين والحق في الاختلاف وواجب صيانة الكيان الوطني. ويعني ذلك أن الحرية واحدة وان تعددت مظاهرها ومجالات مراسها, وهي ذاتها القانون أو قل إن القانون هو الحرية حين تحمي ذاتها قيمة ووجودا مثلا أعلى ومراسا يوميا حتى لا تنتقض داخليا بفعل أهواء جوانية فتؤول إلى فوضى لا تضبط وحتى لا تنقض خارجيا باسم متعاليات تحسب على الدين «كالمقدسات» أو على السياسة «كأسرار الدولة», أو «الصالح العام» فإذا هي الدكتاتورية في أيشع أشكالها. فليس قبل الحرية فبل ولا فوق الحرية فوق ولا تحت الحرية تحت وان هي ذهبت, ذهبت معها بقية القيم الأخلاقي منها والسياسي والمدني والديني والجمالي والعلمي.
لقد كان شعار الثورة في عفويته أرقى تعبير عن طموح التونسي ابنا بارا من أبناء مدرسة الجمهورية وعما يجيش في صدره من آمال طمعا في إن بكون غده أرحب من يومه. فهو لم يطالب الا بالحرية بما تشترطه وبما تفضي اليه. فلا حرية بلا استقلال ولا استقلال إلا بالشغل وسيلة للوجود الحر دون تبعية لأحد بحيث تكون الحاجة إلى «الغير» على قدر حاجته إلى «الأنا» وهو ما نسميه «التضامن العضوي» في مجرى تقسيم العمل الاجتماعي حيث يكون «الناس من بدو ومن حضر بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم». واما الكرامة الوطنية بما تقتضية من حرمة لحدود الوطن واحترام لجواز سفره وشروط الاستضافة فيه .. فهي النتيجة التي لا سبيل إليها إلا بحرية المواطن وحفظ استقلاله الذاتي.
لذلك كان لنا ان نتوجس خيفة مما عرض علينا حتى الآن في مسودة الدستور لغياب ركنه الأوثق أي قيمة الحرية ولكثرة ما فيه من «خطوط حمراء» هي أشكال من نفي الحرية ومن مواضع غموض هي آليات معدة للتنكر للحرية ومن تشديد على الهوية دون تحديد معناها وهي من ضروب المكر لتغليب ضروب الحتميات الوهمية على أشواقنا إلى الحرية. فليس ثمة وجوبا في كوني تونسي الهوية سياسيا عربي الانتماء حضاريا وحدوي الهوى والالتزام مسلم العقيدة ما يفيد انه علي أن أتخلى عن أي مثقال من حريتي أو أن احرم من حق يتمتع به أي إنسان على وجه الأرض حتى لكان واضعي مسودة الدستور نسوا أعظم ما قال ابن خلدون وابسطه في آن وهو أن «جيل العرب في الخلقة طبيعي» أي يصح عليه ما يصح على بقية البشر ويطمح إلى ما يطمح إليه جميع البشر أي الشغل والحرية والكرامة الوطنية ... وهكذا نتبين أن الثورة المضادة بدأت منذ طفا على السطح شعار الهوية بديلا عن مطلب الحرية وحاول البعض بائسا تغليب الحتميات على الحريات والإلزام على الالتزام والمعطى الموروث على الطموح المشروع. ولأمر كهذا نسي واضعو الدستور أن الهوية الحق هي الحرية الحق... ولعل هوس الهوية المحنطة مما يفسر انعدام الإشارة إشارة ساطعة في المسودة المذكورة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولا إلى ما تلاه من نصوص في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
نعم من حقنا فعلا أن نطمح إلى أن نكون أفضل من الآخرين جميعا ولكن لنبدأ إن كنا جادين بأن نكون مثلهم في الحرص على تحقيق الديمقراطية وانجاز حقوق الإنسان انتصارا للحرية قيمة ووجودا. وإذا كان الأمر كذلك ألا يكون الخوف من الحرية ادعى ما يكون للخوف على الحرية ؟