اختتمت أشغال الجلسة التمهيدية الثانية الخاصة بولاية سليانة بمجلس المستشارين استعدادا لانعقاد المجلس الوزاري المضيق الأسبوع القادم لإقرار الاعتمادات النهائية لميزانية السنة القادمة . وشهدت الجلسة منذ بداياتها الأولى تشنج وفد سليانة وكادت تتعطل أعمال اللجنة في عديد المناسبات بعد مغادرة بعض أعضاء الوفد للقاعة حسب إفادة السيد طارق الزكراوي رئيس الوفد الممثل لولاية سليانة الذي خصنا بالحوار التالي:
هل يمكن ان نعرف طريقة تكوين هذا الوفد؟
هذه اللجنة في بدايتها كانت استجابة من سلطة الاشراف لمقتضيات المنشور الصادر عن وزير الداخلية بتاريخ 8جانفي 2012 والمنشور الصادر عن وزير التنمية الجهوية بتاريخ 9جانفي من نفس السنة والذي يقضي ببعث لجان محلية تقترح وبحسب ترتيب أفضلي جملة من المشاريع استدعت الولاية كل مكونات المجتمع المدني المسجلة لديها وتم تكوين اللجان المحلية أين لاحظت عديد التجاوزات.
تجاوزات من أي نوع؟
لاحظت في مقترحات اللجان المحلية تغليب تام للمصلحة الفردية بالإضافة إلى أن تكوين اللجان المحلية كان انتقائيا وفيه الكثير من المحاباة وبالتالي لم تعكس المقترحات النقائص الحقيقية.
هل أثر ت هذه التجاوزات على عمل اللجنة؟
رغم التجاوزات وبعض العراقيل تمكنت اللجنة من تكوين ثلاث لجان حسب القطاعات وإعداد تقرير ورفعه إلى الحكومة التي بدورها استدعت اللجان الثلاث لجلسة مقاربة لنقاش المقترحات حول إعداد الميزانية يوم السبت 25 أوت المنقضي. هل لمستم الجدية من طرف الحكومة في التعامل مع مطالبكم؟ ما كان جليا ومشتركا بين اللجان الثلاث هو تجاهل بعض الوزارات لولاية سليانة وهو ما كان جليا في لجنة البنية التحتية التي أبدت في تعاملها معنا نظرة دونية لولايتنا اعتقادا منهم أنها لا تزال كما عهدوها في العهد البائد . وأمام غياب عديد الوزارات واعتماد معايير قديمة في تقييم النقائص طلبنا مقابلة رئيس الوزراء .
كيف تم التعامل مع هذا المطلب؟
تم استدعاؤنا لقصر الحكومة يوم 30 أوت دون ذكر لا السبب ولا المستضيف.
أشرف على اجتماعنا السيد مدير ديوان الحكومة. فما كان مني إلا أن طلبت من مديرة مكتب السيد رئيس الحكومة أن تبلغه استياء أهالي ولاية سليانة من هذه الممارسة ومن مواصلة تهميش هذه الولاية والتحقت بالاجتماع المقرر مع مدير الديوان .
ماهي النتائج التي حققتموها من خلال هذا الاجتماع؟
جدول أعمال الجلسة كان تحت عنوان مشاكل وعراقيل التنمية والمقترحات لذلك رفضته. وأثناء المشادات الكلامية دخلت مديرة مكتب رئيس الحكومة وأعلمت مدير الديوان بأنه تقرر منحنا موعد مع السيد حمادي الجبالي لمدة عشر دقائق. هل غير هذا الموعد انطباعكم عن طريقة تعامل السلطات مع ولاية سليانة؟ أولا بالنسبة لرئيس الحكومة كان جد متواضع ومتفهما الى ابعد الحدود وله قدرة على الاستماع رغم أن اللقاء لم يكن بالودية الكافية التي تجعله يمدد في مدة المقابلة.
بماذا طالبتم تحديدا؟
قدمت عرضا للاستراتيجية الجغرافية للولاية وثرائها بالموارد الطبيعية بالإضافة إلى الثراء الاجتماعي والبشري اشارة الى أن ولاية سليانة قادرة أن تكون ولاية نموذجا . وهي في انتظار قرار سياسي صادق .
كيف كان تعامل رئيس الحكومة مع هذا العرض؟
كان تعاملا جديا لم نلق منه إلا حسن الاستماع وكان جد متجاوب معنا حتى أن اللقاء امتد إلى حوالي الساعة والنصف. وقد اثنى السيد رئيس الحكومة على مجهود اللجان حيث كنا تقريبا الولاية الوحيدة التي أرفقت المشاكل والنقائص بحلول. وأمر بإعادة جلسة المقاربة وعدم تحديدها بوقت.
كيف تم التعامل معكم في الجلسة الثانية؟
لمسنا الجدية التامة في التعامل مع مطالبنا ونأمل أن تترجم هذه الجدية. وأرجو من كافة متساكني سليانة تجاوز كل الذاتيات والتجاذبات السياسية لأن هذه الولاية لا تحتمل حجم الصراعات والاحتقان الموجود حاليا وأدعو الجميع الى محاولة النهوض بالولاية.