عندما تسلم حمدي المدب رئاسة الترجي الرياضي سرعان ما أدرك أن كلمة واحدة من الصواب تكون في موضعها أفضل من عشرات الكلمات التي قد ينطق بها المسؤول في غير محلها وهو ما جعل المدب يلازم الصمت وليس صمت الساعة أو اليوم بل إن هذه الصفة أصبحت تميزه عن كل المسؤولين الآخرين ولكن يبدو أن المدب عجز عن توريث هذه الصفة لرئيس فرع كرة القدم بالفريق رياض بالنور. هذا المسؤول ملأ الدنيا وشغل الناس خلال الاشهر الماضية وليس بسبب مواقفه الاستثنائية كما يحدث حاليا مع نجم الكرة العربية محمد أبوتريكة ولكن بسبب كثرة ظهوره في وسائل الاعلام وعلاقته مع الصحفيين وسيطرته على بقية مسؤولي النادي فالرجل سحب البساط من تحت أقدام كل الأعضاء المنتخبين الموجودين في هيئة المدب وكأن الترجي وقع اختزاله في شخص رياض بالنور فقد احتكر هذا الرجل الكلام وغيّب الناطق الرسمي للفريق عبد الستار المبخوت رغم أن هذا الاخير عضو منتخب أما بالنور فهو مسؤول معيّن!
وتعرف أن الناطق الرسمي هو المكلف بالادلاء بالتصريحات وتقديم المعلومات كما هو معمول به في الاندية الاخرى مثل زهير هنية في النجم الساحلي وعماد الرياحي في الافريقي...
كما أنه من الغريب جدا أن يكون حافظ قائد السبسي ولسعد السراي... وغيرهما في هيئة حمدي المدب ولكننا لا نرى ولا نسمع الا رياض بالنور حتى خيّل الينا أننا إزاء أحد المسؤولين الاستثنائيين الذين تداولوا على رئاسة شيخ الاندية التونسية مثل الشاذلي زويتن أو حسان بلخوجة أو الناصر كناني.
رياض بالنور لم يثبت أنه أفضل من يجيد «لعبة الصورة» وأنه متكلم زمانه فحسب ولكنه يمتلك أيضا «تقنية التخفي»فإذا صادف وأن قرأت في أية صحيفة عبارة «مسؤول بارز في الترجي» فاعرف أنه رياض بالنور.
هذا الرجل قد يكون الابرع في نصب الفخاخ للعصافير النادرة المحلية أو الافريقية ولكنه في المقابل يعجز عن الابتعاد عن الصغائر بدليل أنه جهز شريطا مسجلا عن الاخطاء التحكيمية التي ارتكبت ضد الترجي الرياضي وأراد عرضها في احدى القنوات الخاصة (نسمة) أي أنه تلهى بمسألة جانبية لا تفيد الترجي في شيء وكان الاجدر به أن لا يهدر وقته ويهتم بالأشياء التي تساعد على نجاح الاصفر والأحمر الذي منحه الشهرة بما أنه لم يكن بالأمس القريب شيئا مذكورا.
رياض بالنور أكثر العارفين بالبنود والعقود ولكنه في المقابل يحتكر المعلومة رغم أنه يعرف أن جمهور فريقه لا يكف عن السؤال على أحوال بطل افريقيا وتونس ثم كيف لهذا المسؤول يدعي تعمقه في القوانين الرياضية ومعرفته بالشؤون الادارية أن لا يطلع على المواثيق الخاصة بالحق في المعلومة؟
هذا المسؤول يرفض الحقائق الثابتة وهو ما جعله يحرج في أكثر من مناسبة هيئة فريقه كما حدث في السابق عندما استدعته الرابطة المحترفة (برئاسة أحمد الورفلي آنذاك) بسبب تصريحاته النارية التي قد تضرّ بالترجي بدل أن تنفعه.
الى هنا انتهى نصحنا لرياض بالنور المطالب بتدارك ما فات وأن لا يبخل على نفسه برأي غيره.