لعل من «مزايا» الثورة التونسية أن عمت المزابل كافة الأحياء بكافة أرجاء الوطن. ولعلنا مازلنا نتذكر تلك الإضرابات التي قام بها أعوان البلديات وكللت قي النهاية بالحصول على عدة امتيازات لكن ذلك لم يحفز هؤلاء العملة للقضاء نهائيا على الفضلات المنتشرة هنا وهناك في بعض المدن والأحياء وقد لاحظنا في المدة الأخيرة من حملات النظافة الذي شارك فيها الجميع بمن في ذلك بعض الوزراء مما أدى إلى التقليص في كميات هذه المزابل. لكن يبدو أن مدينة حمام الأنف حسب ما تتداوله فئة كبيرة من متساكنيها لم تصبها عدوى الحملات بل اقتنع سكانها تلقائيا بأن نظافتها تعكس في النهاية نظافتهم فأقبلوا على تنظيم أمورهم خاصة في ما يتعلق بأوقات وضع الفضلات وساهموا بذلك في معاضدة مجهود البلدية التي وضعت كافة امكاناتها من أجل تحقيق الهدف المنشود ألا وهو النظافة ودون رمي ورود نقول أن مدينة حمام الأنف تعتبر اليوم من المدن التي مازالت تحافظ على نظافة شوارعها وأنهجها في هذا الظرف الحساس الذي تعيشه بلادنا في ظل ضعف الإمكانيات المادية لغالبية البلديات ولعل كل زائر لها يلمس ذلك بنفسه والدليل ان البعض أبدى استغرابه من النظافة خاصة على مستوى الطريق الرئيسي الذي يشق مدينة حمام الأنف وطبعا لم يبلغ الأمر حد الكمال إذ بقيت بعض المناطق ونخص بالذكر منها محيط السوق المركزية للخضر والغلال حيث ينتصب باعة الخضر الذين يبدو أنهم لم يلتحقوا بالركب بعد ونعتقد أن المسؤولية هنا يتحملها الباعة أنفسهم وليس البلدية إذ ما إن ترفع كميات وفيرة من فواضل تلك الخضر حتى تعود إلى ما كانت عليه في أقل من ساعة ويبقى كذلك على بعض المواطنين أن يراعوا توقيت رفع الفضلات وأن يتخلصوا من عاداتهم القديمة في إخراج فواضلهم وقت ما يشاؤون.