جلب أحد المواطنين «طهارا» من أجل ختان ابنه (4 سنوات) بطريقة تقليدية بمنزله الكائن بأحد أرياف بوحجلة (القيروان) ولكن أثناء أجواء الفرحة العائلية أصاب «الطهّار» الطفل بجروح على مستوى ذكره مما استوجب نقله الى المستشفى. تقدّم والد الطفل بشكوى ضد «الطهّار» لدى الحرس الوطني، بينما حذّر أخصائي طبي من العبث بصحة الأطفال عند ختانهم. الحادثة جدّت مؤخرا بمنطقة «الفتح» التابعة لمعتمدية بوحجلة (القيروان) عندما أخطأ «الطهّار» في ختان الطفل بشكل تقليدي. وقطع جزءا من الجهاز الذكري للطفل، غير أن الطفل نزف كثيرا من الدماء بعد مغادرة «الطهّار» وتضاعف بكاؤه. وقد تفطن الوالد الى إصابة طفله والى النزيف فنقله على جناح السرعة الى مستشفى بوحجلة ومنه الى وحدة الأغالبة للجراحة بالقيروان حيث خضع لعملية جراحية «جديدة». وقد تمّ إعلام الجهات الأمنية التي تدخلت للبحث في الواقعة، حيث تولّى أعوان الحرس سماع إفادة والد الطفل كما تمّت دعوة «الطهار» الى البحث.
ومن حسن الحظ أن الإصابة كانت سطحية ولم تعرض حياة الطفل للخطر وتأمل أسرته أن يتعافى وأن لا تؤثر في حياته في المستقبل. الطهّار وقاعة العمليات الدكتور عبد اللطيف غرس اللّه، أخصائي تبنيج جراحي، حذّر من ختان الأطفال من قبل جهات غير مختصة سواء طهّار تقليدي أو طبيب غير مختصّ. وشدّد على أن عملية الختان يجب أن تتمّ في غرفة عمليات مجهزة ومعقمة وأن تتمّ وفق المعايير الطبية الدقيقة من حيث جرعات المخدر والختان يتمّ بواسطة الليزر الطبي حاليا وفق التقنيات المتطورة، داعيا الأولياء الى ضرورة الحرص على سلامة أبنائهم وعدم تسليمهم لغير المتخصّصين.
وبصفته يشتغل بإحدى المصحّات الخاصة فقد أكد أن المصحّة خصّصت جناحا لعملية الختان سواء غرف العمليات أو فضاء احتفال العائلة بطريقة تجمع بين المحافظة على أجواء الفرحة وعملية ختان الطفل. وهي عملية تندرج ضمن العادات أو العبادات الاسلامية ودعا الى عدم إفساد فرحة العائلة وتعريض حياة الطفل الى الخطر بسبب التقيّد بالعادات. وأشار الدكتور غرس اللّه الى أن بعض الأسر تضطرّ بسبب الظروف المادية الى ختان أبنائها لدى الطهّار مبيّنا أن عملية الختان في المصحّة ليست مكلفة مقارنة بصحة الطفل وسلامته. وقد تحدث عن حالة وفاة حصلت في احدى العيادات بالقيروان منذ أكثر من عام.
