عرضت شركة زاد للإنتاج السمعي البصري مؤخرا آخر منتجاتها، الشريط التلفزي «القناص» شريط صوّب في كل الاتجاهات بما فيها «الجزيرة» والنهضة. القناص شريط تلفزي مدته ساعة وهو من النوع البوليسي وأفلام الحركة يروي قصة مغترب تونسي قضى 16 سنة خارج البلاد لأسباب مجهولة يعود إلى الوطن سنة بعد اندلاع الثورة ليكشف القناص الذي اغتال شقيقه الصحفي في أحداث سيدي بوزيد.
أحداث الفيلم وشخصياته هي من محض الخيال وهو مجرد اقتباس ومحاكاة لأحداث ما قبل وبعد الثور ولا يدّعي بتاتا كشف حقيقة القناصة أو إدانة أيّ طرف من الأطراف. كما أنه يعتبر أول دراما تونسية تدور وقائعها بعد 14 جانفي 2011.
«القناص» سيناريو وإخراج المخرج يسري بوعصيدة الذي عاد من الغربة قبل أشهر قليلة قبل اندلاع الثورة، والذي يقوم بأول تجربة في مجال الدراما بعد تخصصه لسنوات عدة في مجال الرسوم المتحركة في تونس على غرار سلسلة «فكري وكسلان»، والأفلام الوثائقية السياسية لجهات إنتاجية إنجليزية على غرار أفلام «داخل حزب الله» «مسيحيو لبنان» «عاشوراء» «أخي ليفي»...
وهومن بطولة ثلة من النجوم: محمد علي بن جمعة، أحمد الأندلسي، فاطمة الزهراء معطر، منير العرقي، غازي الزغباني ، محمد الغزواني، لسعد بن يونس، ومع أول ظهور لبطل الفنون القتالية في أوروبا «مجيب»، والمطربة الصاعدة «رحمة».
ارقام قياسية قبل العرض
الشريط الذي عرض مرة واحدة خصيصا للصحفيين في نسخة غير منتهية صوب في جميع الاتجاهات ولم يوقر احدا....حتى الجزيرة والنهضة لم تسلما من سهامه.... مراسل «الجزيرة نت» شن هجوما على الفيلم لفت اليه انتباه المخرج يسري بوعصيدة: «مراسل الجزيرة نت» شن حملة عنيفة على الفيلم تتضمن العديد من الكذب لان الفيلم تعرض لدور الجزيرة المشبوه فيما سمي بالربيع العربي ولا ندري ما هو تكوينه للحديث عن السيناريو والإخراج في حين أن صاحب العمل دارس أكاديمي ومختص معترف به عالميا.... العديد من يعيدون حرفيا ما ورد في مقال هذا الشخص وهم لم يشاهدوا الفيلم مما يثير نقط استفهام حول نزاهتهم.... وللامانة تفاعل كثير من الاعلاميين والسينمائيين بشكل جيد مع الفيلم... صفحة «القناص» تجاوزت 17000 مشترك على الفايس بوك وشاهدها أكثر من مليوني شخص على الأقل مرة واحدة....في اسبوع واحد... وومضة الفيلم تمت مشاركتها أكثر من 450000 مرة... والفيلم لم يعرض بعد في القاعات....
انتهازيون
وحول ردود الفعل قال يسري بوعصيدة مخرج الشريط : «الانزعاج من النقد الذي تضمنه الفيلم جاء على لسان أشخاص انتهازيين كانوا يطبلون للتجمع ويريدون اليوم التقرب لأصحاب السلطة وخاصة النهضة بنفس الأساليب التي كانوا يعملون بها من قبل أي بتصوير كل مخالف لرأي السلطة على أنه عدو وحشرة لابد من القضاء عليها وكتم صوتها وهم الذين انزعجوا من الفيلم وحاصروه...لا اخاف على تونس من النهضة... بل أخاف عليها من «قلابة الفيسته» الذين يريدون أن يحولوا النهضة إلى تجمع جديد.»
وحول المضايقات التي تعرض لها يسري بوعصيدة قال: «تعرضت لعديد المضايقات لكني لا أريد الخوض فيها الآن حتى لا أتهم باستغلالها من أجل ترويج الفيلم خاصة وأن العديد احترفوا البكاء للشهرة والترويج لأعمالهم، وساكشف كل الحقائق للرأي العام بعد بث الفيلم.
الفيلم محاصر وممنوع من البث في السينما ....نحن لا نتهم الحكومة بل نحن على يقين بجهلها حتى بمشكلتنا، لكننا نتهم الرقابة الذاتية والخوف الذي يسيطر على البعض، وبعض جيوب الردة في الإدارة التونسية الذين يدعون العمل لصالح السلطة لكنهم في الحقيقة يعملون ضدها..
هناك اتصالات ووعود من بعض القنوات العربية والتونسية لبث هذا العمل الذي اثار جدلا....وجعل بوعصيدة يصرح لاذاعة «كاب اف ام» للزميل مهدي بالراضية انه قاطع صلاة الجماعة في المسجد وصار يصلي بمنزله اجتنابا للتجاذبات التي لا مبرر لها سوى التعصب وضيق الافق.....