يتذمّر العاملون بمختلف المؤسسات الاقتصادية الصناعية بالعامرة من تراكم الأعشاب الطفيلية والأوساخ على مسافة كبيرة كانت سببا في احتجاجات مختلف الأطراف فهل من تدخل عاجل من قبل السلطات المسؤولة لحماية المنطقة الصناعية. المنطقة الصناعية تتمركز في المدخل الجنوبي لمدينة العامرة على الطريق الرئيسية الرابطة بين مدينة صفاقس وولاية المهدية على مسافة تناهز 3 كيلومترات وتشغل حوالي 1500 عامل، ورغم الحركية التي تشهدها يوميا المنطقة، إلا أن الأعشاب الطفيلية الممتدة بين الطريق الرئيسية والمصانع قد ارتفعت بشكل يطرح عديد التساؤلات إضافة إلى القطع العشوائي للأشجار وإلقاء الفضلات بشكل متزايد.
وما يلفت الانتباه هو تراكم الأوساخ الملقاة بشكل عشوائي على جانبي الطريق مما ساهم في تزايد الحشرات وانتشار الروائح الكريهة التي أقلقت كثيرا العمال والإطارات وحتى المسافرين، وفي غياب بلدية بمعتمدية العامرة يتواصل عجز السلطة المحلية عن تنظيف هذا المجال الجغرافي الاستراتيجي، كما تتمركز المدرسة الإعدادية مصطفى حمدي التي تضم حوالي ألف تلميذ قرب المنطقة الصناعية مما يزيد من عدد المتضررين والمحتجين على هذه الوضعية المزرية.
وارتفعت في الفترة الأخيرة تشكيات عديدة من أطراف مختلفة وتعالت معها الأصوات المنادية بحل جذري لهذا المشكل فالحاجة أصبحت ماسة جدا لتهيئة المدخل الجنوبي لمدينة العامرة خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب وتهاطل الأمطار يزيد من تعقد الأوضاع وتراكم الأوحال والأوساخ وتصبح مع ذلك عملية الإنقاذ صعبة. فهل تتمكن الجهات المعنية من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في أقرب الآجال أم ستبقى دار لقمان على حالها لتتواصل معاناة العمال والتلاميذ والأهالي مع الأوساخ والحشرات والروائح الكريهة إلى أجل غير مسمى.